اليوم الثامن !
ها طريقي ، بعد أن طل عليه الصباح ، و كشف ما خبأه الظلام ،
لا أعلم كيف كنت أسير خلاله و هو يموت ،
مساءٌ ضج بالموت ،
خارج البيت أبحث عن شيءٍ يقلني إلى البيت ،
أي شيء ، المهم أن يكون أسرع بي إلى بيتي من حتفي إلي ،
أمشي ، أخف ، أهرول ، أركض ،،
لا أرى غير الظلام ، و قليل من أنوار السيارات الهاربة منه ،
مع كل قذيفةٍ تهوي من راجمات الجو و الأرض ،
يسكنني قلق أن تهواني فألجأ إلى شظاياها ،
و أرتاح أخيراً حين أسمع انفجارها لأن حب تلك القذيفة لم يخطبني أو مكاني ،
أخيراً حللت إلى بيتي على غير ما حللت منه ،
لم أرى أمامي سوى أمي الباكية ،
استبق قلبُها نبأً عظيماً ، و أطلقت في خوفٍ علي بكاء ،
و كأنها بي ألوذ بين ذراعيها ، عطشاء ابتل رمقها ،
و كأني بها استبدلت الهواء المثقل على يدي روحاً إليهم ، و إلى قلبي
حينها أدركت أن الموت الواصل في كل مكانٍ في وطني ،
لم يكن لينساني لولا دموع أمي الجارية
و قلبها الخفاق ..