ـــ حرب ـــ


هذا ما تبقى!


قبل نفاد البقية ، و انتهاء المؤونة ، لنبكي على ذكرى الصباح الغادي ،
تتوارد الأخبار تباعاً ، آخرٌ يتلو سابقه إلى التراب ،
تُساق معالم الحياة متسارعة إلى الحتف المخبأ في ظلال الحجر و الشجر ،
يسلب بقايا ما استنفد في الحصار ،
الحرب تغني لآلتها ، و تسوق النعوش المزينة بالنياشين العسكرية لأهلها ،
و تحفر قبور ضحاياها بزخِ من القنابل و الرصاص ،

و مع الظلام ،
تطير في الهواء بقايا النهار ،
و يستدرج الساهرون إلى الصمت ، فلم يعد لهم غير التمعن في تقاسيم السواد ،
و التنصت على ما بقي حياً بعد كل انفجار ،
و كلٌ ينتظر أمر السماء ،
و يصرخ في كل من بقي على قيد الحياة
لا تنتظر الآن ، فإنه قد حان وقت النصر أو الهزيمة
لا تهرب فإنه الموت الموزع في البلاد ،
لا مكان أقل موتاً ،

في الحرب تصير الغارات مواقيتاً للناس و الصلوات جنائز ،
يحترق كل شيء ، كما يحترق الزيت في السراج
لا يبقى منه غير الدخان ، و لا يسلب منه إلا الضياء ،
إذاً ، لتبقى آخر الأخبار ،
تنتظر البقية ،
و خبراُ عاجلاً ،،