في ذكراكيِ الأولي بعد الاربعين ،،


إليكي سيدتي ، سيدة الأرض ،
أم الأنبياء و أرضهم ،،



مالي أراكِ قريبةً مني تنائيني
و الطريق إليكِ قصيرةٌ لا تدانيني


أقفو الخطى من بعد نكستكِ
و لو أن فيكي الموت يحييني

فالحبُ حسنٌ في الأقداس منزلهُ
و يرجعُ الحسنُ في هونٍ ليغريني

و ما للشوقَ في قلبي مكـــــانٌ
سوى للزهرةِ البيضاءَ تُغنيني


لي في القدس أبوابٌ و أفئدةٌ
فما فتئت منذ الفتح تُهدينـــي

ما كانت القدس إلا من أهلتِهــا
و صوتُ المساجدِ فيها يناديني

و ترانيمُ المسيحِ في أزقتِهـــــا
فالصوتُ عطرٌ يشدوها ويشذيني


و الصخرةُ الصماءُ تنطقُ في محبتِها
رسولُ اللهِ يخطُوها، ليَهــــــــــديني


و على الأسوارِ نبيُ الإنسِ و الجنِ
يحاكيها ، يناطقها ، يناجينــــــــــــي

الإنسُ و الجنُ تشهدُ للبِلادِ بِأَهلِها
و قد طلعت علينا أساطيرٌ،أقاويلِِ


فلتخسأِ الكلماتُ دون الحق قائلُه
و لتُملء الدنيا بعدلٍ و تنويـــــــرِ

ستمطر يوماً ،

أنا الأرض ،
و أنت الغريب ،
أيها المكلل بالرحيل
لا تحكي الحكاية
لبقايا الصباح
خبيئةٌ في جدائك
الذكريات ،
و وجوه العصافير البرية
الخائفة
من الصراخ
تدور المعنى
و تجري في قصيدة
أيها الغريب
لا تمتطي الغياب
فليس الطريق
طويل ،
لا تغلق الباب وراءك ،
لا تختبئ في السحاب ،
فستمطر يوماً ،
و تمضي الحكايةُ
تُحكى ،
لوجوه العباد ،
قبيل الصباح ،

في آخر الطريق الضيقة ، عند التقاء النفس بعينها ، تراها أو لا تراها ، لايهم ،،
تنطفئ المصابيح المشتعلة لتؤنس الشمس في نهار ضوئها ،
تحزن الشمس لانحساء الزيت في سراج المصابيح المضيئة ،
في العتاب ذكرى الحزن ، و في ضوء النهار ذكرى الحياة في نفس الطريق ،
في المرة الأولى ، لم تأنس الشمس لأسئلة تحليليةٍ ترى ما كان بمنظور الحساب ،
في المرة الثانية ، حاولت البحث عن اجاباتٍ لنفس الأسئلة ،
لكن استوقفها سراج ينير ، عاد و انطفأ ...
و الآن في المرة الثالثة ، تحاول صقل إجاباتٍ تشفي علةً في نفسها ،،

يغتالني /

يغتالني ،
و يجعل من بقايا حلمنا حمماً و أشواكاً
و يمسك بالفؤاد إلى ذكراه تواقاً ،،
يزف العمر في خفرٍ
إلى أرضٍ ألفناها ،،
و ذللنا شذاياها ،،
و راقبنا مآذنها ،،
و أجرينا بها ذكرى ،،
تسل الشهد دفاقاً ...
فمن ذا ينير القلب إذ فاقا ؟!
من ذا يعاتب مجروحاً على شجنٍ ؟!
من ذا يخاطب من توهج و انطفأ ؟!
فعلى وريقات الشجر
نزل المطر ،
ثم احتضر ،،
حتى تغاريد البلابل تختفي
عندما حط القدر
هذي الحكاية أُسلفت
في صدر كلمات تحت القمر ،،

نزاع مع نفسي ،،

جدال عقيم كاد يفتك بي ،،
لم أجد لنفسي مفر من ذاك الجدال ،،
لأني حاولت دوماً الهروب من فكرة التيه الذي نعيشه ،،
حاولت أن أبرر كل شيء بأنه خطوة على "طريقنا إلى القدس"
و كل عثرة في طريقنا هي حجر نقوي به إيماننا بهذه الأرض ،،
و بأزلية نضالنا ،،
انتهيت بأنه يجب ألا أشكو مما أعيش ،، بغض النظر عن أسبابه
بجب أن أبتعد عن التحليلات العميقة لمسار الأمور ،،
و أكتفي بأن أحتسب كل شيء لأجل قضيتي و وطني ،،
شعرت بسلبيتي للحظة تدراكتها بمحاولة ايجاد مسميات أخرى ،،
انتهيت من جدالي ،، و لم أنتهي من نزاعي مع نفسي ،،
ربما يجب أن أرى كل شيء ،،
و لا أقصح سوى عن مجد ثورتي ،، و عزة صمودي ،،
لم أعد أدرك شيئاً ،،
حاولت الصير على كل شيء أملاً في الانفجار ،،
لكن يبدو أننا استمرينا نذوي و نيبس ،، لنبقى أحياء ،،
لكن بصمت ،، يقتلني ،،
كم أكره أن أعيش معاناتي بصمت ،،
و كم أتوق إلى الصراخ من شدة الألم ،،
و لازال النزاع دائراً إلى أن أصفيه أو أن أصفي نفسي دونه ،،