في الذكري الثانيه ،،،

إلى صاحية الحياة دون شهدائها ،،
إلى هدى غالية ،،
في الذكرى الثانية ،، لشهادة المستجمين
على شاطئ البحر ،،

على شاطئ البحر بنت ، و للبنت أهل
و للأهل بيت ، و للبيت نافذتان و باب
و في البحر بارجة تتسلى
بصيد المشاة على شاطئ البحر
أربعةٌ ، خمسةٌ ، سبعة
يسقطون على الرمل ، و البنت تنجو قليلاً
لأن يداً من ضباب
يداً ما إلهيةً أسعفتها ، فنادت :أبي
يا أبي! قم لنرجع ، فالبحر ليس لأمثالنا !
لم يجبها أبوها المسجى على ظله
في مهب الغياب
دم في النخيل ، دم في السحاب
يطير بها الصوت أعلى و أبعد من
شاطئ البحر . تصرخ في ليلة برية ،
لا صدى للصدى .
فتصير هي الصرخة الأبدية في خبر
عاجل ، لم يعد خبراً عاجلاً
عندما
عادت الطائرات لتقصف بيتاً بنافذتين
و باب !

نفسي العليلة ،،،

نفسي العليلة تشتكي من نفسها ،،
تخطو على أي البلاد رمالُها ،،
أم أنها تجري إلى قطع السماء بلا عمد ،
ترنو إلى أي النسور الشامخات الآنفات على وتد ،،
أم علها تحنو إلى أنفاسها ،،
تشدو طرابين المجد التليد لأمتي ،
أم أنها تبني الصراخ على العويل لما جنت ،،
هذي شئون العابرين بدنيتي
إن لم ترُم مجداً يدُم
تفناك أمجاد الأمم ،
إن لم ترم مجداً يدم
يفناك الكلام على وهن ، ،

ورحلت يا درويش،،

رحلت دون الفراشة و الحصان ،
فأنت منذ الآن ما تيقى من كلام ،،



و جدارية أخيرةٌ ترثيك ،،
هزمتك يا موت
الفنون الجميلة جميعها هزمتك
يا موت الأغاني في بلاد الرافدين
مسلة المصري مقبرة الفراعنة
النقوش على حجارة معبد هزمتك
وأنت انتصرت

شئ من الخوف ،،

أخشى أن أخسر آخر ما تبقى من حطام الروح ،،
أخشى من تلك الفاجعة التي لم أطق معايشتها ،،
لم أعد أطيق فراقاً آخر على الذي كان ،،
و أجده فاتحةً لكل فراق ،،
أبتعد عن كل شيء ،،
و أجد كل شيء بدأ يبتعد عني ،،،
أخشى من اللحظة التي أنقض فيها ركام نفسي
على أرض بلا عمران ،،
أخشى من الوحدة التي أبغضها ،،
أخشى من فراق آخر كالذي كان ،،

في ذكراكيِ الأولي بعد الاربعين ،،


إليكي سيدتي ، سيدة الأرض ،
أم الأنبياء و أرضهم ،،



مالي أراكِ قريبةً مني تنائيني
و الطريق إليكِ قصيرةٌ لا تدانيني


أقفو الخطى من بعد نكستكِ
و لو أن فيكي الموت يحييني

فالحبُ حسنٌ في الأقداس منزلهُ
و يرجعُ الحسنُ في هونٍ ليغريني

و ما للشوقَ في قلبي مكـــــانٌ
سوى للزهرةِ البيضاءَ تُغنيني


لي في القدس أبوابٌ و أفئدةٌ
فما فتئت منذ الفتح تُهدينـــي

ما كانت القدس إلا من أهلتِهــا
و صوتُ المساجدِ فيها يناديني

و ترانيمُ المسيحِ في أزقتِهـــــا
فالصوتُ عطرٌ يشدوها ويشذيني


و الصخرةُ الصماءُ تنطقُ في محبتِها
رسولُ اللهِ يخطُوها، ليَهــــــــــديني


و على الأسوارِ نبيُ الإنسِ و الجنِ
يحاكيها ، يناطقها ، يناجينــــــــــــي

الإنسُ و الجنُ تشهدُ للبِلادِ بِأَهلِها
و قد طلعت علينا أساطيرٌ،أقاويلِِ


فلتخسأِ الكلماتُ دون الحق قائلُه
و لتُملء الدنيا بعدلٍ و تنويـــــــرِ

ستمطر يوماً ،

أنا الأرض ،
و أنت الغريب ،
أيها المكلل بالرحيل
لا تحكي الحكاية
لبقايا الصباح
خبيئةٌ في جدائك
الذكريات ،
و وجوه العصافير البرية
الخائفة
من الصراخ
تدور المعنى
و تجري في قصيدة
أيها الغريب
لا تمتطي الغياب
فليس الطريق
طويل ،
لا تغلق الباب وراءك ،
لا تختبئ في السحاب ،
فستمطر يوماً ،
و تمضي الحكايةُ
تُحكى ،
لوجوه العباد ،
قبيل الصباح ،

في آخر الطريق الضيقة ، عند التقاء النفس بعينها ، تراها أو لا تراها ، لايهم ،،
تنطفئ المصابيح المشتعلة لتؤنس الشمس في نهار ضوئها ،
تحزن الشمس لانحساء الزيت في سراج المصابيح المضيئة ،
في العتاب ذكرى الحزن ، و في ضوء النهار ذكرى الحياة في نفس الطريق ،
في المرة الأولى ، لم تأنس الشمس لأسئلة تحليليةٍ ترى ما كان بمنظور الحساب ،
في المرة الثانية ، حاولت البحث عن اجاباتٍ لنفس الأسئلة ،
لكن استوقفها سراج ينير ، عاد و انطفأ ...
و الآن في المرة الثالثة ، تحاول صقل إجاباتٍ تشفي علةً في نفسها ،،

يغتالني /

يغتالني ،
و يجعل من بقايا حلمنا حمماً و أشواكاً
و يمسك بالفؤاد إلى ذكراه تواقاً ،،
يزف العمر في خفرٍ
إلى أرضٍ ألفناها ،،
و ذللنا شذاياها ،،
و راقبنا مآذنها ،،
و أجرينا بها ذكرى ،،
تسل الشهد دفاقاً ...
فمن ذا ينير القلب إذ فاقا ؟!
من ذا يعاتب مجروحاً على شجنٍ ؟!
من ذا يخاطب من توهج و انطفأ ؟!
فعلى وريقات الشجر
نزل المطر ،
ثم احتضر ،،
حتى تغاريد البلابل تختفي
عندما حط القدر
هذي الحكاية أُسلفت
في صدر كلمات تحت القمر ،،

نزاع مع نفسي ،،

جدال عقيم كاد يفتك بي ،،
لم أجد لنفسي مفر من ذاك الجدال ،،
لأني حاولت دوماً الهروب من فكرة التيه الذي نعيشه ،،
حاولت أن أبرر كل شيء بأنه خطوة على "طريقنا إلى القدس"
و كل عثرة في طريقنا هي حجر نقوي به إيماننا بهذه الأرض ،،
و بأزلية نضالنا ،،
انتهيت بأنه يجب ألا أشكو مما أعيش ،، بغض النظر عن أسبابه
بجب أن أبتعد عن التحليلات العميقة لمسار الأمور ،،
و أكتفي بأن أحتسب كل شيء لأجل قضيتي و وطني ،،
شعرت بسلبيتي للحظة تدراكتها بمحاولة ايجاد مسميات أخرى ،،
انتهيت من جدالي ،، و لم أنتهي من نزاعي مع نفسي ،،
ربما يجب أن أرى كل شيء ،،
و لا أقصح سوى عن مجد ثورتي ،، و عزة صمودي ،،
لم أعد أدرك شيئاً ،،
حاولت الصير على كل شيء أملاً في الانفجار ،،
لكن يبدو أننا استمرينا نذوي و نيبس ،، لنبقى أحياء ،،
لكن بصمت ،، يقتلني ،،
كم أكره أن أعيش معاناتي بصمت ،،
و كم أتوق إلى الصراخ من شدة الألم ،،
و لازال النزاع دائراً إلى أن أصفيه أو أن أصفي نفسي دونه ،،

أنا وانا اقل من واحد

إلى النهاية دائماً لا نصل ،،
فلا نهاية عندما نبدأ ،،
و لتكن ॥

صورةٌ أولى تأوي إلينا بالرجوع
و القلب نائمٌ ..
يقظٌ في خشوع ،،
كما منحوتة
تسعي للتحرر من ثقل القيود ،،
في الضوء أو في الظلام ،،
لا تجد المنحوتة سوى الكلام ،،
يعجبها و تعطيه شيئاً من كل شيء ،،
صورةٌ أولى ،
و صورةٌ أخيرة ،
تنثر الكلام لتعطي للصورة صوراً
و تعطي للكلام حرفاً ،،
و تعطيني نوماً
شحيحاً بصور المنام ،،
فلم يكن جزاء حسناء
تهيم بنفسها حباً ،،
سوى حباً لا يعطيها صورةً لحسنها ،،
و لم يكن لكل ذي حسن حسناء ،،
كما تسير وحيداً ترقب ما لا ترى ،،
تحاول الوصول بفكرك إليه ،،
دون الورى لن تجد شيئاً ،،
فمهما كان لفطرة الحب بصيرة
ترى ،،
فإنك لست دوماً ترى بما تملك ،،
لذلك فلست دوماً تملك ما ترى ،،
فكيف بك عندما تتوق إلى ما لا ترى ،،
لله در القائل ،،
انا وانا أقل من واحد ،،
اما انا و انت ،
فنحن أكثر من عدد نعده ،،
فلا عاش توحدٌ فلسفيٌ أطلق العنان لغربتي ،،
و لا فُض جمعٌ فيه أنا و أنت ॥

يا كل هذا الضوء ،، عذراً

إمعاناً في التنقيب عن الأسباب ،،
إسهاماً في البحث عنها ،،
عجزاً ،، أؤثر الصمت ،،
لأن يداً ما تدخلت في رسم ما أفعله ،،
أو ما يكون مني دون أن أفعل ،،

فيا تلك البيضاء في أغاني القديمة ،،
يا روحي المعانقة الهدوء ،،
و يا كل هذا الضوء ،،
كما أننا نحبك في مصابيح المساء ،،
فإننا نحب إخفات كل الضوء ،،
حين ننام ،،
فيا كل هذا الضوء عذراً ،،
ان كنت أغنية المساء ،،
و أصبحت حيلول المنام ،،
لم تكن أرجوانياً تراود أحلامنا ،،
لكنك مضيء تؤنسنا في الظلام ،،
فشاركنا النور حين ننام ،،
أو خذ حذرك من صوتنا لئلا ننام ،،

كما يخاف درويش ،،

قال : أنا خائف
خاف .
و قال بصوت عالٍ: أنا خائف
كانت النوافذ محكمة الإغلاق ، فارتفع
الصدى و اتسع : أنا خائف ، صمت
الباب و المقاعد و المناضد و الستائر
و البسط و الكتب و الشموع و الأقلام و اللوحات
قالت كلها : انا خائف .
خاف صوت الخوف
فصرخ : كفى !
لكن الصدى لم يردد : كفى !
خاف المكوث في البيت ،
فخرج إلى الشارع
رأى شجرة حورٍ مكسورة
فخاف النظر إليها لسبب لا يعرفه
مرت سيارةٌ عسكرية مسرعة ،
فخاف المشي على الشارع
و خاف العودة إلى البيت
لكنه عاد مضطراً
خاف أن يكون قد نسي المفتاح في الداخل
و حين وجده في جيبه اطمأن.
خاف أن يكون تيار الكهرباء قد انقطع .
ضغط على زر الكهرباء في ممر الدرج ،
فأضاء فاطمأن .
خاف أن يتزحلق على الدرج
فينكسر حوضه ،
و لم يحدث ذلك فاطمأن .
و ضع المفتاح في قفل الباب
و خاف ألا ينفتح ،
لكنه انفتح فاطمأن .
دخل البيت ،
و خاف أن يكون نسي نفسه
على المقعد خائفاً .
و حين تأكد أنه هو من دخل لا سواه،
وقف أمام المرآة ،
و حين تعرف إلى وجهه في المرآة اطمأن.
أصغى إلى الصمت ،
فلم يسمع شيئاً يقول :
أنا خائف
فاطمأن
و لسبب ما غامض ..
لم يعد خائفاً ..

تقرأني بالماء يا قاسم


أشدُّ من الماء حزناً
تغربت في دهشة الموت
عن هذه اليابسه
أشدُّ من الماء حزناً
وأعتى من الريح توقاً
إلى لحظة ناعسه
وحيداً
ومزدحما بالملايين،
خلف شبابيكها الدامسه॥

مضيتُ ،،

مضيت و كل شيءٍ
ينطوي قربي
و يمضي
و آخري يشكو إلي
الهاربين من اللقاء ،
و كأنني بحت بالمنسي
في نفسي
إلى نفسي
أشد لقاء
و كأنها تخبئ الأيام
و الذكرى
و توصد كل الشبابيك
و الأبواب
أو تنتظر رداً
يدق الياسمين على فم النارنج
مثل غياب
أو تشتكي هماً إلى بحرٍ
أمواجٌ به و عُباب
و آخري
لازال يشكو إنه يضيق عن الكلام ،
و انا لازلت أبحث
في الكلام
تتمةً لسلف الكلام ،،

كما تُحسٍنٌ حٌسنَها

حسناء ٌ ، جمال العرب بيغيها
سبحان من لمعت أياته فيها

حسبتها من حسنِ الشرقِ ناهلةً
حتى تجلى الحسنُ قاصِيها و دانِيها

غضيضةُ العينينِ أغنيةٌ و ألحانُ
طربٌ و حسنٌ ، لا صح تشبيهاً

يبغي الجمالُ لحسنِها شكوى
و ما لحسنها إذا ماتم تشويهاً

ما للكلام وصولاً لها غزلاً
ففي الحرف خَجلٌ أن يناجيها

فالحسن حسنٌ إذا ما تمهُ نورٌ
اِنزوى الكلمُ القواميسَ يُفنِيهَا

و الشعرُ هامَ لحسنها طرباً
حتى الأغاني تفنى لترضيها

و قيسٌ لو كان ناظرَها
لما جن بليلى و لا تيها

و العبسي لو كان عاصرها
لجنت عبلة الأولى وزادته تأويها

يا أهل الكَلِم ما خابت قصائدكم
لكن الحسن يُعجِزكم و يبغيها

كتاب الموت ،،




هذا كتاب الموت من أنقاضها
إني الذي أبكي على الأوطانِ

ما بين ثانية و دورة ساعةٍ
شهداءُ ، تقتاد الحياةَ يدانِ

هذا الدم المصبوب يجري باكياً
ما بقي غير الموت من جريانِ

و الظلم باقٍ لست أخشى سطوه
سيذوق ما في الناس من غليان

أنا لست أدري هل سأبقى باكياً
أو ضقت في قلبي عن الخفقان

دمع البيوت هناك في أحجارها
تنساق تسأل أهلها عن جاني

و قروح أمطار السماء بصدرها
تشكو إلى الباري خطى شيطانِ

أنا لم أكن إلا شكاية لاجئِ
في ملجأٍ يعمرُ أفقُه بدخانِ

القوم

أرى القمر ينظر فيكمُ وجِلاً
و يوماً لم يكن في قسماته وجلُ

أما النجوم فتخشى أن تناظركم
خِشية الطفلِ أن يأتي فلا يدعُ

و الناس تشكر ربها كرماً بكم
و ما كان الكرم لغيركم يُدعُ

يا أهل الكرم ما كانت مكارمكم
سوى عشقاً بكم ففقيكم الولعُ

يا أهل الشعر ما كانت قصائدكم
سوى لمن كانت أطيافه بدعُ

فيا شعراً أتى ممدوحَه خجِلاً
لك الحقُ فليس لغيرهم خجلُ

نفسي و لا نفسي ،،

كم أتوق إلى أن أنقلب على كل شيء ،
على كل الخيالات و اللاأشياء ،
على نفسٍ قابضةٍ ما لا أحب ،،
كم أتوق أن أنقلب حتى على نفسي دون روحي ،،
و على كل الأرواح التي تسكنها بضيق الموت ،،
ساخرةٌ ابتسامتي من ذاتها ،
ضائقة عينياي بما ترى لاتساعها ،،
تتباطأ خطاي عن المسير قليلاً بعدوها ،،
قبيحةٌ لما تتوقه من جمال ،
بائسة لما فيها من مرح ،
نفسي و لا نفسي
تضيق و تتسع
تصبط و تنشط
تحبو و تركض
دون أمرها ،،
و دون إذني ،،

ركون الي نفسي

أعود ॥
كل شيء حين أسأله يساءلني غيابي ...
أحاول أن أعود ،،
و لكن كل شيء ،، مدعاة للغياب ،،
أشعر بانفصامي عن نفسي
أشعر بأنني بدأت أفقد ما انا
أعود ،،
و لكن كيف لي أن أعود ،،
فبين الزوايا
نظرات و صور ،،
أقلام جفت أحبارها ،،
كسلاً ،، أفشل في ارجاعها إلى الحياة ،،
ضجراً ،، لا أأنس إليها ،،
ببلادة و برود ،، تعطيني صوراً من الاكتئاب ،،
أنسى ما انا حين أذكرها ،،
لأنني افقد الحنين إليها ،،
أصبحت أراود نفسي عن نفسي ،،
أحادثها تلك المريضة ،،
لا أجد لديها ما تعطيني ،،
سوى البلادة و الغباء ॥

سننفجر ايها الاخوة


لازلت على انتظار ،،
لازلت أنتظر ذاك الانفجار
الذي يعبر عن ذروة الضيق ،، و ثورة الأعزاء ،،
لا انفجار الجائعين المتخمين ،،
لا زلت أنتظر انفجاراً يطال كل من ساهم في حصار غزة ،،
لا انفجاراً يطال كل من تطوله أيدينا ،،
لازلت أنتظر انفجاراً يقوم مسيرتي الثورية ،،
لا انفجاراً يعزز سلطة أصحاب السراب ،،
كم أنا في شوق لذاك الشهيد الذي أحسن الانفجار في وجه العدو ،،
كم أنا في شوق للوقت الذي كان فيه للموت قيمة و معنى ،،
لا اليوم حيث الموت طريد القلوب ،،
لينال منا حيث نهرب منه ،،
لا اليوم حيث الموت ليس إلا جثثاً تدفن ،،
بكلمة باردة و خبر ،،
كم أنا في شوق إليك سيدي الرئيس يا صاحب الكوفية السمراء،،
عندما صرخت في وجه العالم ،، ثائراً ،،
كم أنا في شوق إليك شيخي الجليل يا صاحب اللحية البيضاء ،،
عندما أعجزت العالم بعقيدتك ،،
كم أنا في شوق لكلمة الشهيد التي أطلقها لقناعتي ،،
ليست الكلمة التي أجدها تطلق على كل من مات ،،
فقط لأنه مات و قد أحسن سياقة عربات "الثوار"
و أرانا براعته ،و له أثر واضح عندما نمشي في الشوارع ،،
كم أنا في شوق للقلب المقاتل الشرس ،، الذي استمات لأجل الوطن ،،
ليس ذلك المقاتل الشرس الذي استمات في رفع راية
خضراء ،، أو صفراء ،، أو حمراء ،، أو سمراء ،،

سنفجر ايها الأخوة ،،
نعم سننفجر ،، كما انتصرنا مرةً ،،
لكن السؤال ،،
سننفجر في وجه من ،، و لأجل من ،،
و سننتصر على من ،، و لأجل من ،،

لا اذكر ،،

ماتت قلوب الناس ،، ماتت بنا النخوة ،،
يمكن نسينا في يوم ان العرب أخوة ،،
لا أذكر شيئاً كذلك ،،
فيوماً لم يكن العرب أخوة ،،
منذ منشأهم ،،
وهم فئران الصحراء لا يسمع صوتهم إلا أنفسهم ،،
و لا يحسنون سوى قضم أذيلهم ،،
يوماً لم يكن العرب أخوة ،،

أمس ،،

كما لو كنت وحدي ،،
لم أنتظر أحداً ،،
مشيت على البحر سادراً ،، مشيت خلفك حائراً ،،
لو كنت أنت أنا لقلت لك "انتظرني عند قارعة الغروب"
و لم تقل لو كنت أنت أنا
"لما احتاج الغريب إلى الغريب ،، "
الشمس تضحك للتلال ،، و نحن نضحك للوجه الشاحبات ،،
و لم تقل أي الوجوه ،، "هناك شخص ما يكلم نفسه"
لم أنتظر أحداً ،،
مشيت على البحر سادراً ،، و مشيت خلفي حائراً ،،
و الشمس غابت خلفنا ،،
و دنوت منك ،، خطوة أو خطوتين ،،
فلم أجدك واقفاً أو ماشياً ،،
دنوت منك فلم أجدك ،،
أكنت وحدي دون أن أدري بأني كنت وحدي !!
لكن لم تقل احدى الوجوه "هناك شخص ما يكلم نفسه"!!

تمرد ،،

على قلبي مشيت ،،
كأن قلبي ،،
طريق ، أو رصيف ، أو هواء ،،
فقال القلب أتعبني
التماهي مع الأشياء و انكسر الفضاء
و اتعبني سؤالك
أين نمضي ؟!
و لا أرض هناك و لا سماء ،،
و أنت تطيعني ،،
مرني بشيء ،،
و صوبني لأفعل ما تشاء ،،
فقلت له ..
نسيتك منذ مشينا
و أنت تعلتي و أنا النداء ..
تمرد ما استطعت علي و اركض
فليس وراءنا إلا الوراء ،،

صديقتي الأروع ،، بأعوامها الثمانية،،

أمس ،،
أدركت المنية صديقتي الأجمل و الأروع ,,
تبلغ من العمر ثمان ، أو تسع سنوات ،، فلم أعد أؤمن بحساب السنين ،،
وجهها مستنير بحفظ كتاب العزيز الحكيم ،،
ذهنها متقد بذكاء عميق ،،
و عندما شاركتني مجلسي الكمبيوتري ،،
أحسنت إجباري على الإنحناء لبراعتها في الرسم بالأكواد البرمجية ،،
كل هذا و هي منذ عام أو ينيف ، تعاني من مرض عضال ،،
لا تستطيع العلاج منه لأنها -بأعوامها التسعة- "مرفوضة أمنياً"
لتستشهد أمس السبت 19 أبريل ، فهنيئاً لها الجنة ،،
و جزانا الله بها مغفرةً ،،
فإلى صديقتي الطفلة <مريم نصار>
إليها في جنتها أقول :

شعرك دهب مغزول
بنول الشمس والريح
قلبي صهيل خيول
مثل الفرس بيصيح

شعرك ذهب
وبيلزمه بُكلة ذهب
بس الذهب مدفون
جوه البلد،
و ما في بلد،
لو في بلد كل الذهب بيهون

عندي إلك ورد وغزل
مِثل الخمر المعتق بالجرار
عندي إلك شهد وعسل
أصله ورد بس من نحل الأشعار

شعرك احله، انعفه،
قمح بشمس الجروح
وبسمة بوجهك هالحلو
نجمة بسما المسجون

شعرك دهب مغزول
بنول الشمس والريح
قلبي صهيل خيول
مثل الفرس بيصيح

شعرك ذهب
وبيلزمه بُكلة ذهب
بس الذهب مدفون
جوه البلد،
و ما في بلد،
لو في بلد كل الذهب بيهون ،،

غرباء

كل يوم في وجوهنا نجد معالماً جديدة ،،
لسنا غرباء عن بعضنا
لكننا غرباء عن أنفسنا ،،
ساعات أمام المرايا
لنرى أنفسنا ،،
لكننا دائماً ،،
نرى غرباءً مثلنا ،،
لو أننا قضينا هذه الساعات
في النظر إلى الناس
سنحسن رؤية أنفسنا بناظرهم ،،

شكر ،،،،

شكر إلى ذلك الغريب الذي أنقذني من غربتي المتوحدة مع ألم نفسي
فأنمى روحي بعد ضيق ،،
و أنار وجهي بعد شحوب ،،
شكري إلى ذلك الغريب ،،
الذي أنشدني أن أكون ،،
مع الله في الجرح لما امحى ،،
مع الله في العظم لما انجبر ،،
مع الله في الكرب لما انجلى ،،
مع الله في الهم لما اندثر ،،
مع الله في سكنات الفؤاد ،،
و تسليمه بالقضا و القدر ،،
لا سواه الله خالقي ،، و الأعلم بكينونتي ،،
و لا سواه مفر من كل ضيق ،،

عودة ممتنعة ،


أذكر نفسي في مثل هذا اليوم من العام المنصرم ،،
في مثل هذه الساعة ،، ربما قبلها أو بعدها ،،
كنت مفترشاً تراب سيناء ،، و متلحفاً شنطتي ،،
منتظراً سبيلاً أعبره عودةً من عودتي عن غزة ،،
أذكر حينها ،،
أنني كنت في قمة الضيق ليس لشيء
إنما لشعوري بالعجز عن فعل ما كنت أنوي
لم تضيرني ليلة إضافية في سفري القليل الأيام
إنما ضرني عجزي المطلق عن تجاوز بضعة أمتار للوصول إلى مبتغاي
ربما كنت حينها كالطفل الصغير الذي يريد شيئاً بشدة
ليس لإلحاحه على نفسه ،
إنما لإلحاح نفسه على تحقيق ما لم يتم ،،
بعد انتهاء الطفل من بكائه على ما لم يحصله دون جدوى
أمضيت ليلتي رافضاً ،،
و في يوم تلاها ،،
مضينا إلى مقصدنا الممتنع ،،
يتراودنا أمل في الرجوع إلى المكان الذي غادرناه منذ أيام قلائل
و شك أيضاً في الرجوع إلى المكان الذي تركناه منذ دقائق ،،
و فعلاً أدركنا غزة ،،
لا أذكر كيف ،،
إنما أذكر أننا أمضينا يوماً كاملاً ننتظر شيئاً ما ،،
بالتأكيد هو شيء مهم ، لم يكن لضيق فكري الاحاطة به
و أذكر أيضاً أنني كنت ممتطياً شيئاً من الباص
ربما كان باباً ،، مقبضاً ،، أو ربما عمود هواء ،،
لكننا برغم هذا كله ،،
عدنا ،،
فالشكر لذلك الأوروبي الذي يسر لي أمري في الدخول إلى "أرضي" ،،
أو عفواً ،، "في الدخول إلى غزة"
حينها أدركت أن المسافة التي منعتي عن أمي
ليست بضعة كيلومترات نقطعها رجالاً ،،
إنما هي سنين طويلة منذ غادرنا ملكية أنفسنا ،،
و وكلنا ملكيتها لآخرين ،، هم أدرى منا بشؤن نفوسنا ،،
فشكري إلى ذلك الأنقر الذي منحني فرصة الرجوع المجرد إلى منطلقي الأول ،،

الي الخل الذي غاب " بلال "

قمر تجلى في السماء ..
يزين حلكها ..
يعلمنا شهوراً تسعة قبل الغياب ..
و شهور ما علمناهم .. حينما ضاقت بنا الكلمات ..
و قمري ..
تجلى في العيون السود ..
تزدان به الأيام و الكلمات ..
علمني حياة الخل .. و ولفه
وهبني الكلمات ..
و للوجوه قسمات ..
كنت أقرأ بين ثنايا قلبه عشقاًً
خفياً هادئاً ...
يدنو من الآهات و الآنات
خجل من الكلمات ..
كنت أجد في عينيه.. همسةً
تبجر مع النسمات ..

و لكنما تلك العيون السود ..
سادها حزناً ..
و سادني ألم ..
و ضاق القلب ضاق ..
قدر .. يعلمنا الحياة .. بحلوها أو مرها ..
و غاب القمر غاب ..
غنى إلي .. ببعده قرباً ..
و غنينا معاً .. نشدوا الحياة و أهلها ..
ضحكاً لأجل القلب نضحك ..
كلنا أمل ..
لكنما ..
قدر .. يعلمنا المعاني و الكلمات ..
ضاقت بي الكلمات ..
حين استحال الموت في قلبي ..
و حق على العباد لقاء ربهم الكريم ..
حق علينا ..
لكنني دونما قمري ..
تاهت بي الأيام و الكلمات ..

و يقول بعضهم .. ماذا يضيرك في الحياة فراقه ..
و انت مفارق و الكل فان ..
عش في الحياة ..
و اشدوا فرحتها .. الخبيئة في سراديب الظلام ..
ربما غاب القمر ..
لكن كن نائراً درب الظلام ..
و ابحث لنفسك أغنيةً جديدة ..
في الليالي غنها ..
لكنما ..
قمر يغني وحده .. ما كان زين ليله ..
و قمر يغني للوجوه الشاحبات ..
يزين حلك الليالي التائهات ..
وعين بنور الولف تنظر للحياة و أهلها ...
لا ترضها أنوار تضاء لأجلها ..

فعش دونما الكلمات ..
أو مت دون راث أو ممات ..
و اقرأ بكلمات الرسائل ..
تلكم الكلمات ..
و ابحث في المعاجم .. كلمةً ..
تفي قدرك حين الممات ..
و اترك لهم دنيا يزينها زخرف
الأحياء و الأموات
و اجعل بلادك مثوىً لك ..
دونما أنات ..
و اسأل الله رحمةً ..
و لا تنسى أهل الحياة
من الآهات و الأنات ..

خبر عاجل

بينما كنا ،، نراوح نفسنا بين الأنين ،،
و جلد الذات بالكلمات ،،،
طلعت علينا ،، سطور ،، فجأةً ،،
تعلمنا ،، خبراً عاجلاً،،
ما عاد خبراً عاجلاً
عندما ضجت به الأرض
و غارت له الأنات ,,
حينها ...
عادت حياة الخالدين إلى الذين بموتهم
قتلوا حياة الخائفين
حينها ...
مررت بجانب ،، بيت قديم ..
يغازل نفسه ...
أو ربما بيت عتيق آخر ،،
يراوح دور العاشقين ،،
فإذا به ،، بيت هنا ،،
بادل دوره مع آخر في القدس
متوحدان ،، مع نفسيهما ،،
في ثنائية تتناغم بين الانتقام
وبين الألم ..
و هنا كان الخبر ..
غار الألم ..
عاد الأمل ..
و انتشى الأحرار ..
و عدنا لننتظر خبراً عاجلاً ..

خطوط

كنا نرسم ،، خطوطاً ॥
حمراء ، زرقاء ،، صفراء ॥
تائهة ألوانها ॥
باحثة في نفسونا عن معان نجهلها ...
فلعلها ... خطوط سرنا بها ... دون وعينا ...
فقيدتنا بانحناءاتها ،، و رسمت قسماتنا ،، كما نعجز أن نعترض ،،
أو لعلها ... شيء من حوار الذات مع الذات ،
بلغة نيرة حروفها ،،
ذائبة بين المعاني ،،
كما سكرةً في فنجان قهوة ًً...
لا نشربه لحلاوته ،،
إنما لأنه خلق ليشرب ...
أو ربما هي خطوط ملامحنا التي نعايشها ...
و نكون دائماً مضطرين لمسايرة ما نراه في المرايا ...
منفىً ،، هو بحثنا عنها ،،
و منفىً ،، هو عيشنا دونها ...
و معضلة تفتك بالعقول عندما نحاول السير بعيداً عنها ॥
فلعل تيهنا بين الخطوط ॥
خير من تيهنا دونها ..

عشيقتي الاولي ،،

منذ أن نمت مداركي و اتسعت آفاقي ..
أدرك قلبي عشيقتين .. نسيت لأيهما كنت أحبو ..
عشيقة من حوار الطفل مع أمه ،،
بلغة فضية النبر ، طيعة المفردات ..
و عشيقة أخرى من حواري مع طين الأرض ،،،
مع موج البحر الذي ما فتئ منذ الأزل يغسل قدمي حبيبتي المتكبرة <فلسطين>
فإلى عشيقتي الأولى ..
إليكي أمي ..
يا كرمل الروح ..
يا وردةً تحيا بنا ماءً .. و يا نحن يا ماء معطر بشذاها ..
إليكي دون غيركي ..
صباح الخير يا قديستي الحلوة ..
صباح الخير يا أمي ..
مضت أعوام يا أمي
على الولد الذي أبحر برحلته الخرافية
و خبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر ..
و أنجمها و أنهرها و كل شقيقها الأحمر ..
أنا وحدي ..
عرفت عواطف الأسمنت و الخشب
طفت الشرق .. طفت الغرب ..
و لم أعثر على امرأة تمشط شعري الأسمر ...
و تحمل في حقيبتها .. إلي عرائس السكر ...
وتكسوني إذا أعرى و تنشلني إذا أعثر ..
أيا أمي .. أنا الولد الذي أبحر ..
و لازالت بخاطره تعيش عروسة السكر ..
فكيف .. غدوت شاباً و لم أكبر ؟!!
صباح الخير يا أمي ..
صباح الخير .. ما أخبارها الفلة ؟
بها أوصيكي يا أماه ..
تلك الطفلة الطفلة ..
فقد كانت أحب حبيبة لأبي ..
يدللها كطفلته ، و يدعوها إلى فنجان قهوته
و يسقيها ،، و يطعمها ،، و يغمرها برحمته ..
سلامات ..
إلى بيت سقانا الحب و الرحمة ..
إلى أزهارك البيضاء ..
إلى تختي ،، إلى كتبي ،،
إلى أطفال حارتنا ..
و حيطان ملأناها .. بفوضى من كتابتنا ..
إلى قطط كسولات تنام على مشارفنا ...
و ليلكة معرشة .. على شباك جارتنا ..
أتى آذار يا أمي .. و جاء يوم ميلادي ..
يحمل لي هداياه ..
و يترك عند نافذتي .. مدامعه و شكواه ..
فأين طفولتي فيه ؟!!
أمي .. أيا شعراً على حدقات أعيننا كتبناه ..
و ياطفلاًَ جميلاً .. على ضفائرنا صلبناه ..
جثونا عند ركبته .. و ذبنا في محبته ..
إلى أن في محبتنا .. قتلناه ..

بلادة..

كنت دائما أحاول أن أنئى ببلادتي و كآبتي عن فكري و كلماتي
مستعيناً يقناعتي أنه الجمال هو ما نرسمه لا مانراه
و أن الموسيقى هي تلك التي نترنم بألحانها ،، ليست التي نسمعها ببرود ..

لكن لعلي لم أجد في نفسي القدرة على أن أرسم أي شيء كما اعتدت على رسم كل شيء
أو ربما أحاكي هذه البلادة التي تسكنني بالصمت الذي لا يفضي إلا لمثيله
فأجد كل شيء يدور بصمت فظيع ..

أحزن لفراق الناس ،، و تتثاقل خطاي إليهم .. خشيةً مما لا أدري ..
طويلاً كنت أكره العزلة و لازلت ..
لكن أجد راحتي في سيري الطويل وحيداً في طرقات غزة ..

متناقضات لازالت تختلج نفسي .. دون أن أعلم كيوننتها بعد أن ظننت أنني خبير بقسماتها
أحب الجماعة وحيداً ..
أخشى على نفسي من العزف المنفرد ،، لكني أراني لم أعد أحب سواه
أصبحت أؤثر الحديث إلى نفسي عن الحديث إلى التاس
ربما لأني فقدت من كان نفسي و اختلج كياني منذ نمت مداركي و اتسعت آفاقي ..

أسند كل كلمة إلى ربما ، و كل فكرة إلى الشك ..
لأنني "ربما" لم أعد متأكد من أي شيء ...

لكنني أحاول أن أجد في صمتي الغريب الذي لم أعتده على ذاتي
منفذاً إلى قسماتي التي ألفتها ..