هجرة....و بحيث عن وطن


حِيرةُ أمواج البحر في الركون أصابتني

أصبحت كطير مُهاجر أجهل موطني.

أنظر يمين الشمال و شمال اليمن لعلي أجد ممكثي

مفارقٌ، مُهاجرة موطني

ذالكَ إذ كان موطني

سألت عن تاريخ سلالتي

قالو أنت حجازي في أصلُككَ

أبنُ قبيلة بني زهران كُنت

تركها أجدادك هجرة

إلى بلاد المقدس توجهت

في المَسمية نمت

طُردت بعد سبات القُرون مِنْ من يهودٍي ظُلمت

عادتنا هجرة ,, كان الموطن الجديد غزتي

وُلدت فيها لكني هَجرتها مثل جدتي

لكن , انا لست مثل جَدي أعلم مسكني

فهذا حالنا هجرة.. وبحث عن موطني

كوسموبوليتي في غزه

عندما أحاول أن أعزي نفسي بوجودي في البقعة من الأرض ؛ و عندما أحاول أن أرفض هواجس الرحيل من هذا المكان الذي أنتميت له أربعين عاما بالتمام بحكم الميلاد , و من ثم بحكم االمعاناة و الإنحياز لها , و بحكم الأحلام و السجائر و العرق و الدم ؛ و عندما أتشبث بفكرة : " تشاؤم العقل و تفاؤل الإرادة التي تلازمني منذ عشرين عاما؛ و عندما أختار أن أنحاز لإنسانيتي قبل أي شئ و كل شيء ؛ و عندما أحاول ألا أخوض في وحل غزة و مجاريها , فأن فكرة أن أكون مواطنا عالميا في غزة تداهمني إلى حد الجنون , محاولا التغلب على جنون الواقع الذي ظهرت تجلياته بجنون منقطع النظير عندما إنتصر السيف و البشاعة على كل أمل بالأفضل قبل عام في غزة .
هل لي أن أكون كوسموبوليتينيا في غزة وسط هذا القحط القاتل و الحصار الظالم و البشاعة التي تأبى أن يكون لها نظيرا. أحاول أن أحافظ على قيم ما و ألا أفعل ما يفعل الرومان عندما أكون في روما , و لكن هل أستطيع و غزة و هوائها المغموس بالماء يحاصرني من كل فج و ميل , و هل لي و قيمها الهلامية تلتف حولي من الأمام و الخلف و من فوق و من تحت .

هل لي ؟؟ ليس أمامي سوى ذلك لأعيش فيها و لها غير راكلاً أحلامي أو قاتلا لها بومضة فكرة جريئة أو بقرار متهور . ليس لي إلا أن أحافظ على إنسانيتي وسط هذا الركام من البشاعة

شياطين

لا تلوموا الحمار على صوته
فهو بالتأكيد
يراكم !