غزه


غزة ॥ أنشودة جبلت على حب الحياة

و برتقال أحمر صخب ،،
بجلسات الحكايا فوق أسطوح ،،
للشمس يضحك دونما ملل
و قمر يضحك للبلاد ،،
و للمتسامرين على نفس أسطوح
يراوح دوره ،، بين عشق خيوط عسجدية في الشمس
و قسمات قمر مشحب بهواها ॥
غزة ॥
فتاة بالبحر ترقص فرحةً ،،
تغني للبلاد و مائها ،،
عصفور يغرد ॥
يغازل الأرض و أهلها ،،
منذ أزل العاشقين لتربها
بيت قديم ،، هدمت أحجاره
شقائق النعمان ॥
تحفظ أسماء شهداء ما نسيناهم ،، و ما غابوا
ترنيمة الحياة ॥
يترنم بها أهل المقاومة العزيزة ،،عندما حق القتال
ألوان مربعة ॥
عشب الأرض ينشد أهلها عزاً ...و غزة على الغزاة عصيةً ...
دم الشهيد يرسم بالقنا أيامها ...
سواد محتل ... ذاقها مرةً ،، و يذيقها حلو الشهادة ،، و نشوة الأحياء
قلب أم أبيض من حب و هبه الرحمن
غزة॥
تهوى الحياة لأجلها ،،
تنسى المرار بحبها ،،
عشق العباد لبحرها ،،
في غزة ॥
أحيا دونما غزيتي ،،
لكن جبلت بتربها ،،
أهوى إن غبت أيامها ،،
و أشتاق إليها منذ غيابها ॥
غابت ،، حين انقض حامينا على الأعراس و الذكرى ،،
غابت ،، حين خنا تربها
و سممنا برتقالاً أحمر ،، كان يصخب بالحياة ،،
حين مزقنا ضفائرها
و أعلنا حلنا منها غابت ،،
عندما مزقوا منديلنا الأبيض
غابت ॥
عندما سقطت أغانينا
ذبلت أمانينا ،،
كسرت مرايانا ،،
فأذكر مرة أنا ،، كنا نراوح سيرناوقت ربيعها ...
فكانت غزتي كصبية حسناء
تجفف جسدها
على حفة الوادي القديم
فقادتني إلى الوادي
غريزة العصفور إلى وكره الدافئ
فتولد بيننا عشق في العيون
يراودنا المساء ،، و نحن سوية ً
سرنا و غنينا و ما ضاقت بنا الكلمات ،،
سرنا إلى بيتي
سرنا إلى أمي
إلى جدي
إلى أختي الصغيرة
سرنا
إلى كل المعالم
حين نذكرها
حين نعشقها و نذكرها
نباشر غزة حباً ॥
وعشق تجدد عندما سرنا و غنينا معاً
فقلت لغزتي دوري ،،
وراء الباب و السور ،،
فلي وعد مع الكلمات و النور ،،
فمالت علي بوجهها ،،
و الأيام ترسم بين قسمات القمر ،،
فرأيت فيها يوم ميلادي ،،
يحمل لي هداياه ،،
و يترك عند نافذتي مدامعه و شكواه ،،
و في العيون الغزية ،، كانت أغانينا
أغاني العصافير الصغيرة عندما كنا نغينها ،،
و قسمات الجدائل في مرايانا
و ضحكات الصبايا في شذايانا
و قسمات القمر ،،
فإذا بنا نرواح بيتاً قديماً تائهاً ...
بين عصر في شبابه قد زهي
و اليوم تائه في شيبه ،،
تربت بيننا علاقة أزلية
فتقول لي ॥
أين الطريق و أيننا ؟
فإذا بنا نلفي حراسنا
يلبسون ثيابهم سوداً
فيسألوني بنفسي تعريفاً
و برفيقتي !!
لا يعرفوها ॥ و هي التي من بطنها خرجوا
و أهلها هم أهلهم ॥
فبكت رقراقة الدمع ॥
فأبحث عن مناديلي
ضاعت مناديلي ॥
لقد سرقها ذوك اللصوص ॥
منديل ॥ كان يوماً مدمعي
و اليوم ما لغزة مدمعاً ॥
و نسير إثنين ॥
لكنني ॥
أقسم من رموش العين سوف أخبط منديلاً
أرسم فوقه شعراً لعينيكي

غزة ॥ أيا شعراً على حدقات أعيننا كتبناه ..
و ياطفلاًَ جميلاً ..
على ضفائرنا صلبناه ..
جثونا عند ركبته ..
و ذبنا في محبته ..
إلى أن في محبتنا .. قتلناه ..

عوف المني ،،

مازال ينصب في دار الهوى شركاً
و الآن كل مصابٍ منه قد ضحكا

ما فتئ يفشي عن أهل الجوى خبراً
يرى القلوب حديدَ الناس إذا سُكبا

كم عاشقٍ و وشاة الناس تحزنه
و كأنه إذا كان مستوراً فقد هتكا

أو أنه ثوبٌ طالت جدائله
لم يُبقٍ من طرق الأعمار ما سلكا

فإليك يأتي صباً هائماً كلفاً
يعد العشق في جنباته نُسُكا

فإن أتى -حيناً- من محبوبه خبرٌ
تجده يسلك في أخباره سِككا

و إن تعفف -يوماً- عن حبه خفراً
عاف المنى ، للحب قد تركا

ألياسمينة ثرةٌ في لحنها ؟! وأنا أضيق ،،


أمر يتعلق بالياسمين !

بالياسمين المعلق ، من يغني لنا فننام ،
فلا زلت أخفي خلف الحروف ما لاأجدي تفسيره
لأنه أكبرُ من كل شيء ، هو من خبأ الياسمينة في غير لباسها ،
هي حكاية الضيق ،
إن كنت أدركها ،
أو أدرك الفنن الهابط إلينا مع الفجر ، يسقط علينا الندى ، فنطيب ،
أدرك ..ما يختبئ خلف القمر فيسحرنا ونسهر ..
هو الأرقى من كل شيء ، لم أجده في ناموس بشر ،
أبعد من حكايا الأصدقاء ، و الأهل ، و العشاق ،
هو الأبعد من حدود الشمس عند مغيبها
ولا أبعد من حدود نفسي ،
لو كان عشيقاً في سريرتي ، ما ضقت بأمره ،
و لو انحنى عني صديقٌ ، ما ضقت بأمره ،
و لو اختبأ الأهل بعيداً ، ما ضقت بهم ،
لكني أضيق بالياسمين ،
خيرٌ من الصداقة ،
و أحلى من العشق ،
و أوعظ من ابتهالات الصباح ،
هو كالسحر إذن .. يسلب كل ما لا يسلب
بل يهب ، كل ما لا يوهب ،
يهب الحياة ،
يعظك كما لا يفعل شيخ متلحف بعباءةٍ طويلة ،
يحبك كأمك ،
و تأنس إليه أكثر من صديقك ،
و هو أطهر من لوعة العشق ،
أسألني أيَ يكون ؟
فأضيق لأني لا أدرك سره ،
لو كنت أعلم فيه ، صديقاً ، ما ضقت ،
عشيقاً ، ما ضقت ،
أخاً ، أختاً ، أباً ، أماً ، و الله ما ضقت ،
واعظاً ، ما ضقت ،
لكنه على غير كل توصيف ،
أبحث عن وصف لا أجده ،
لا أكثر من شخص ،
غريب أمري
بل أغرب أمر الياسمين ،
تجد ملاذك في وريقاتٍ ، لا يراها سواك ،
و تنكر على نفسِك رؤياها ، و تنكر عليك ،
مع أنها زانتك ، و زنتها ،
تخاف أن تبوح بها لئلا تُسأل ، من تكن ؟
فلن تجيب !
لو أدركت به لوعة عشقِ ،
حتى ببغضه ، ستجد اجابة أوضح من السؤال ،
لو أدركت به دماً يجري في عروقك ،
حتى ببروده ، ستجد اجابة اوضح ،
لو أدركت به عبثاً ،
حتى بلا آدميته ، ستجد اجابة ،
أحاول أن أخلع عن الحروف معاطفها؟
لكنها مثقلةٌ بها ،
و ان كنت أقدر نزعها ، ما ضقت ،

مُنية القلب العليل ،،

يا نور نفسٍ خابئة
يا منية القلب العليل

يا لهب الجوى الباقي
و إن دارت سنين

هذي يدي ممدودةٌ
تتحسس العشق الجميل

هذي طرائق عمرنا
قد تستطيل و تستبين

ألعشق فيها سائرٌ ؟
أم هجركم صار السبيل ؟

قد ضاق فيها واصفٌ
أو شاعر لا يستكين

فيها جلالة نورها
و الخفت بات المستحيل

قسماتُ الوُجُوه ،،

عذراً من الموت المقسم في ظلال الياسمين
في زوايا بيتنا الرامي
إلى أفنان سنبلةٍ
و ذكرى ،
في الأبيض المعشوق
تحت عرائش العنب
المعشق في ظلال سحابةٍ
خلُصت إلى ماءٍ يغني
للعباد ،
و للحمائم ،
للطيور
على حبال الشمس تنشر ريشها ،
و كأنها بدمع الشوق
مبتلة ،

فيا طيرُ ،
دونك قدسنا فامرر بها
و ابعث لها من صورة الخلان
أطيافا
و اجمع لها في وجه نرجسةٍ
صلاة الياسمين
ففي الآذان أشواقاً
اجعل لها من صحن الشمس أغنية
فيا حُسن الأغاني حين تلقاهـا
و إلى تلك الصغيرة قرب مئذنتي
بلغ سلامي
وقُبلةً في القلب مأواها
و أمي في تلك الديار عزيزةٌ
على البغي تبغي فيم أشقاها
فإلى كل المعالم في أرض مقدسنا
عذراً،
فإن البغي أتعبكم و أضناها

***
فالقلب سقِمٌ
إذ
قسمات وجهها
لم تعد تأوي
إلى تلك الديار
و الياسمينة ترقب ،
الُحسن البعيد عن الدمار
و ماء النهر
تعكر منذ نكبتها و غار
و أحمد العربي
يصرخ
إني في حصار !
و الخيل ضاع صهيلُه
بين الحصار
و بين
كلمات انتصار
الورد مُزقت
ورقاته إثر انهيار
و لا زال أهل الدار
يجرون الكلام عن انفجار
و لا زال أهل الدار
يجرون الكلام عن انتصار
و لازلت أبحث
في كتب التاريخ وطناً مستعار
و الناس حيث الدار
عطفاً على أسلافهم ..
كلٌ في احتضار ،

***

فالموت أغنية
صيغت لهم

وهذا كتاب الموت من أنقاضها
إني أنا الباكي على الأوطانِِ ِ

ما بين ثانية و دورة ساعةٍ
شهداءُ ، تقتاد الحياةَ يدانِ ِ

هذا الدم المصبوب يجري باكياً
ما بقي غير الموت من جريانِ ِ

و الظلم باقٍ لست أخشى سطوه
سيذوق ما في الناس من غليانِ ِ

أنا لست أدري هل سأبقى باكياً
أو ضقت في قلبي عن الخفقانِ ِ

دمع البيوت هناك في أحجارها
تنساق تسأل أهلها عن جاني

و قروح أمطار السماء بصدرها
تشكو إلى الباري خطى شيطانِ ِ

أنا لم أكن إلا شكاية لاجئِ
في ملجأٍ ، يعمرُ أفقُه بدخانِ ِ

فارسم على حرف القصيدة
لاجئاً يشكو إلى رب الزمان

شكوى ، تقص حكايةً تبكي
على صفحاتها أخبارها و بيان

أطفال المخيم من أثوابهم رقعٌ
تدب الرعب في الأرجاء
حُسن ختام

و تجعل من بقايا الموت أغنيةً
تراقص من ألحانها الألحان

ستون عاماً و البلاد أسيرةٌ
يشتاق كل الحرفِ للأفنان

ستون عاماً و الدماء عزيزةٌ
تفنى الممالك تُبتني أوطان

و يقول من بعد الحكاية
قائلٌ
لو أنهم صمتوا
لحسن مقامهم و لزان

و تقول من بعد الحكاية أمُهُم
لو أنهم ساقوا إلي نعوشهم
ماهمَ ،
في العلياء سيقوا للجنان !

تباركتِ،،

تباركت في راحتي يددكِ
نسجٌ جميلٌ طيبًُ ،
في زحمة الأفكارِ لا يلقاكِ
ملء الهوى كفيَ ،
ذقت حلاوةً ،
عطريةً
أوراقها بحلاكِ ،
نثرت علي سماؤكِ
زهر الندى
غدقت علي بريحها
و شذاكِ
فأظل أسعى ،
للإله أن اسقني
ممن يذوب القلب
في لقياه ،
أو ءاتني يارب ريحاً
تنثني لجماله
بانت عليه
فآثرت ممشاه
يا رب لا تدع الفؤاد
به ضنى
إن الفؤاد ببعده مُضناهُ ،

لا أكثر من قليل كلام ،
برغم ضيق ما جنيت عما اتسعت له أمنياتي ،
فإني لست الآن بجاجةٍ إلا لشكرٍ مديد بكرم صاحبه ،
ربِ لك الشكر كما نعمك ،
ربِ لك الشكر موصولاً بعظيم فضلك و منك ،
مدادُ الكلام أفِلٌ في شكرك صاحب المن و الفضل ،
رب لويسرت على لساني ما أجريت على كل لسان
ما أتممت إليك حمداً ،
و لا أوفيت إليك فضلاً ،
ربِ ، هب لي إليك سبيلاً لا ينقطع ،
و أتم علي نعمك ،
ربِ ، طمعاً ، أسألك فضلاً و زيادة ،
ربِ ، عجزاً ، أسألك عذراً ،
لتعذر لساني سبيل شكرك ،
و شكرٌ ينطوي إلى كل من أعانني على نفسي ،
و إلى كل من جعل لي فيه نفسه أمنية ،
أو يسر لي على لسانه دعوةً في صدر الغيب ،

جارة البحر فلسطين

يا جارة البحرِ ، غرقت فعادني
مايشبه الأيام من ذكراكِ

قبلت من حسن البلاد رمالَها
و لكم أتوق إليكِ أن ألقاكِ

و لكم نظرت إلى الورود بشوكها
دون الورى وردٌ بلا أشواكِ

فلسطين ، زنبقةٌ على أخدودها
و النار تُضرم و الحياة إلاكِ

ضحكت إِلي عيونُها و مياهها
يا حسن ما كانت عليه رباكِ

عرفت من عطر النساء تعدداً
و يذوب كل العطر من رياكِ

طلعت عليَ ببانها فتأودت
سبحان من خلق الوجود رعاكِ

ماذا لناا ؟

ماذا لنا
من بعد ما عدنا إذاً ،،
ما في القلوب هوىً
و الأشجار تعرى في غير ميعاد الخريف
آذار ينساه موعدُنا القديم ،،
نيسان ولى بعدما عدنا ،،
و الرحلة الذهبية الأولى ،، ديست
مثلما ورق الخريف ،،

لازلت أذكر يا معلمتي أغانينا
و لا زالت تغنيني
و لازلت تذاكرني أمانينا
فما ضاقت بها أوصال أغنيتي
و لا كلت أمانينا ،،

لكن اللحن يجلو صوته فوق الوجوه النيرات
أما الشاحبات من الهوى ،،
غابت أغانيها ،،
شوقاً إلى أشباهها
حيث السمر ،،

ليله تاهت عن الموت

بالأمس ، بينما كنت أغفو على فراشي البارد ،، سمعت عزف الرصاص ينطلق بين يداي المعمدتان ، يخترق الأفكار المارقة ،، ليوقظني من نوم شح بأحلامه ...
فأدرت هاتفي النقال بجانبي ،، لأسمع أن محرقة في طريقها إلى غزة "يقولون" ,, لكني أراها سبقت كلماتهم ।,,.
فاستمعت إلى ما يقولون ،، و لم أبرح مكاني ،، و لم أحمل سلاحاً أدفع به خفافيش الظلام الذين رضعوا الحقد الأسود بين ثنايا البر ...
فأناشد نفسي ،، وطني ،، يا وطني التائه بين ثنايا الأحلام ،، يا وطني الضائع يا وطني ،،
ظفرت أيامك بالشهداء ،، الذين رووا بدمائهم عشباً ذابلاً ،، بعد تلك الأيام القانية بالدماء ،،
دقائق قليلة ،، أو ربما ساعات -فلم أعد أثق بالكلمات- ،، حتى يهمس في أذني انفجار لا أعي مصدره ،، لكنه بالتأكيد بيتاً ،، مسجداً ،، أو مدرسة ،، فليس غيرهم مرمى لنيران ذلك الجيش العتي ...
أغفوا قليلاً ،، لأستيقظ صامتاً ،، متخبطاً بين ما كان و ما أترقب أن يكون ،،
فيخترق الصمت المطبق على روحي صوت عشرات من الشهداء ،، يصدحون ،، و أمهات تبكي و تنوح ،، و أطفال تنكث الطين لعلها تجد بقايا حياة ...بين الرمال المعمدة بدماء الشهداء ...
فلا أدري أبكاءً مثلهم ،، أم موتاً قليلاً ،، يدفن في القلب أناتي !!

و بعد أن توقفت سنفونية الموت عن الدق في أذني ...
حاولت أن أشدوا الحياة لأغفوا على هدوئها ...
فتلحفت قلبي ،، و دفأتني نفسي ،، ربما لأنام ،، أو أموت بصمت قليلاً ॥
لكن ،، راودني في المنام ،،
أي مكان أجدر أن أكون به ،،
أن أعلتي سريري و يعتليني شبح الموت البارد ...
أم أن أعتلي الموت هناك بجانب أهل الحياة الخالدة ؟!!

مقصرون

حاولت أن أستعيد كل بذاءاتي لوصف أولئك المتنعمين في قصور من سراب
لكن استوقفني أنه يجب أن أحاول زجر نفسي العاجزة عن فعل أي شيء ,,,
دائماً نتساءل عن سبب الصمت العربي ، و الفلسطيني عند بعض الجهات ،،
لكننا يوماً لم نتساءل عن سبب صمتنا و عجزنا ...
نلقي دائماً بتهمة التقصير على "الناس" فنبرئ أنفسنا و ندينها في نفس الوقت...
خشية من مواجهة الحقيقة ،، بأننا مقصرين تجاه الأرض المقدسة -على سبيل التهوين-
فليسأل كل منا نفسه ... ما هو دورنا الواجب في هذه الأيام ...
ماذا نقدم لأجل أم البدايات و النهايات ....!!

اندحار وانتصار

يقولون أن العدو اندحر
لم أعد أعلم أأبكي ॥ أم أتمايل فرحاً بالانتصار
لعله حقاً انتصار ॥
فذلك الجيش العتي عجز عن أهدافه
و وهبنا 120 أو يزيد من الأحياء دوننا ॥
و أعاد لي نشوة الحياة ،، بعد أن أفقدنيها الأخوة الأعداء
اندحار ،، انتصار ،،
لا نهمني الكلمات ॥
ما يهمني هي أنها المرة الأولى التي وجدتنا في المكان الصحيح منذ شهور
يهمني ॥ أنا استعدنا حياتنا ،، بنشوة الخالدين في السماء
و لله كل من أصابه حزن ...
و لتكن ضريبة الدم ... ضريبة الوجود على هذه الأرض

خطوط

كنا نرسم ،، خطوطاً ॥
حمراء ، زرقاء ،، صفراء ॥
تائهة ألوانها ॥
باحثة في نفسونا عن معان نجهلها ...
فلعلها ... خطوط سرنا بها ... دون وعينا ...
فقيدتنا بانحناءاتها ،، و رسمت قسماتنا ،، كما نعجز أن نعترض ،،
أو لعلها ... شيء من حوار الذات مع الذات ،
بلغة نيرة حروفها ،،
ذائبة بين المعاني ،،
كما سكرةً في فنجان قهوة ًً...
لا نشربه لحلاوته ،،
إنما لأنه خلق ليشرب ...
أو ربما هي خطوط ملامحنا التي نعايشها ...
و نكون دائماً مضطرين لمسايرة ما نراه في المرايا ...
منفىً ،، هو بحثنا عنها ،،
و منفىً ،، هو عيشنا دونها ...
و معضلة تفتك بالعقول عندما نحاول السير بعيداً عنها ॥
فلعل تيهنا بين الخطوط ॥
خير من تيهنا دونها ..

في يوم رحل القمر ،،

كان صديقي .. كعهده منذ التقينا .. ساهماً
الغيم في عيونه .. و النار في شفاهه .. تقول لي ملاحماً
و لم يزل في ليله يقرأ شعراً حالماً ..
يسألني هديةً .. و بيت شعر ناعماً ..
لكن في يوم ॥ قد رحل القمر ॥
واريته الثرى .. لكني نسيت يدي و أيامي بين التراب ..
ألحدت الذكريات و السنين معه.. في ذلك المسكن الغريب ..
ثم عاد المشيعون ، و بقيت مع حفار القبور ..
منتصباً بجانب القبر الجديد ..
و في يدي ذكرى ,, و على لساني حرف ..
أضاع الكلمات دون المراثي ..

كان قمراً في سمائي و رحل
كان زهراً ، بل ربيعاً مكتمل
بل سراجاً نائراً دربي الطويل
كان لي طعم الحياة و الأمل
قد أخدته يا بحر منا
قد عشقته يا بحر فقل
حقك أن تعشق بلال فإن
كل من يهوى بلالاً قد عقل
بين لحظة العيش و مر الافتراق
قد فقدناه و دمعي لا يمل
و فؤادي شقه حزن مخيف
عالمي صار ظلاماً منسدل
يا طيب الأخلاق يا حلو الخصال
يا صاحبي أنت معي طول الأجل
كنا صغاراً ، كنا نحلم بغد أكبر
و نمرح دونما نعرف الكلل
هكذا الدنيا ،، و هذا حالها
كلنا ماض و كل في عجل
و تبقى بيننا الذكرى تقول
إن بلالاً .. كان بدراً مكتمل ..

إنه السم يا وطني

لم نعد نملك كلمةً نحكي بها
حكايةً و ننام ،
اصمت ॥
فإنه الحي الخير ،،
إنه السم يا وطني
و إنه الحي الأخير

يا اخي المنسي

أنا يا أخي المنسي مثلك إن لي حلماً بعيد
آذار يذكره ، يودعه فهو من وطني طريد
أتراك مثلي قد نسيت الحب في ذكرى الحبيب
أم أنه ذكرى التياعٍ تلقاه في وجهٍ غضيب

أنا يا أخي المنسي من حقي الكلام
أنزع الوطن المسجى من ناب اللئام

فحب الرمل يحكي قصة التشريد و الحرمان
تبكي ، على صفحاتها أخبارها و بيان
فصرنا بُعيد الحجر نحكي قصة السلطان

فغدوت أهجس في الكلام بلا دليلٍ أو معين
أتراه يصدقني إلى حقٍ مبين !!
فيقوم من بين الرجال مكللٌ في شعره أثر السنين
و يهمس ، لا تشتكوا السلطان إنه رجلٌ أمين

قد لاذ عن حد البلاد و ساق مدفعه السقيم
و بعد كل هزيمةٍ قد حفظ موقفه السليم
فإنه رجلٌ يجب السلم أو آخر لا يستكين
و كلٌ من هزيمته صنع انتصار الخائفين
يحكي راويته و يفخر أنه رجلٌ أمين !

نفس الحكاية ،

أنفس الرمال التي أفترشها ؟
أنفس القمر ؟
أنفس السماء ؟
أنفس النجوم ؟
أنفس القلب الذي كان منذ حين
مترنم بحكاية الطائر الذي علا
بجناحه
ثم انكسر
يترنم الآن بالبحر ينفخ ريحه
رطباً على وجهي
عند اشتعال مفارق القلب المحلى
بالحكاية
و القمر
خبيئة في وجه أغنيةٍ
تطل علي
من بعد انقضاء العيد
ذكرى تعاتبني
وتحكي
موعدنا والسمر
لا تذكر الأيام
تطوي حزنها
تبكي
تغادر قلبك
الشادي
إلى قبر
إليه تحنُ
أنفاس القدر ،

ونام الأمين المؤتمن

لا تشتكوه ، فإن اللوم يزعجهُ
في الكرسي ولعٌ ، لكن صم مسمعه

جعل الكرسي في قلبه هيفٌ
فكلما دق النجارُ روعـــهُ

يلملم أنحاءً مبعثرةً على ملك
فيا رب السماء ، أتم مطمعه

اغتظت من وجه الكريم بضحكةٍ
بلهاء ، فيا دك الله أضلعهُ

و رأيت في أجفانه ثقلٌ
ما نام يوماً فشأن الناس أرقه

لا يطمئن و لا تغمض له عينٌ
حتى يُخبر أحمد أين مضجعهُ

قد أزعجه كثيراً أنع غفِلٌ
عن أحمد المضني بالفقر يُغرقه

حتى جرت حراسه ليلاً
إلى بيت أحمد ، لتزيح أدمعه

ما لهم غرضٌ سوى بشرى
سيجف منذ اليوم مدمعه

لو أنه سبق الميعاد قبلهمُ
و أطلقت الأنات في صمتٍ مواجعه

و الله ما ناموا ، و لا غفلوا
حتى يصير السجن مودعه

فالسجن يأوي و مأكلةٌ مشربةٌ
أليس خيرٌ من جوع بأوسعه !

هذا و نام الأمين المؤتمن ،، حين اطمأن أحمد أين مضجعه !!

لماذا السم يا وطني ؟

بين زوايا الموت الموزع في شوارع وطني الجديد ،
و بعد كل نهايةِ ، أحكي ،

لماذا السم يا وطني ؟!
و نحن نعلم ॥
أنك الباكي
على جدران مئذنةٍ
غصَت
في حناجرها
عيون صلاة ،
الأرض تبكي
من صنيع الغاصبين
و السم يجري
في عروق الوارثين
الأرض
صنعت السم يا وطني
لتقتلنا !
يشد بنا إلى حتفٍ قريب
ينادي بمحكمةٍ ،
يدق مشنقةً ،
و مقصلةٌ تغني للعبيد ،،
و كأن محكمة
تنادي أيها السم
الذي أودى العباد إلى الردى
إني بريء ،
إني بريءٌ
من عيون النائمين
على جمامجهم
و ذكرى ،
قيا أهل التراب
لا تجزعوا
أنكم تحت التراب
فإنه
سمٌ غريب !!

يا أيها المطر انتظرني !


يا أيها المطر ॥

انتظرني ، لا تغب
لا تختبئ في المزن
تعلو
أرضنا العطشى
و تمضي
إلى قومٍ جدد
يا أيها المطر المكلل بالدموع
البحر ماءٌ فيه
تحت سمائك البيضاء ،،
و الرزق من حب السماء يجيء
و ينطوي تحت السحاب
يا أيها المطر
انتظرني لا تغب
لا تغني في السماء
و تنسني عند المساء
فاللحن يصدح صوته
ملء القلوب الراعفات
و القلب من فوق السماء
يجيء بالخفقات
يا أيها المطر انتظرني ،
لا تغب !

تقاسم علي وجه لاجئ ،،

أرسم على حرف القصيدة
لاجئاً يشكو إلى رب الزمان

شكوى تقص حكايةً تبكي
على صفحاتها أخبارها و بيان

أطفال المخيم من أثوابهم رقعٌ
تدب الرعب في الأرجاء حُسن ختام

و تجعل من بقايا الموت أغنيةً
تراقص من ألحانها الألحان

ستون عاماً و البلاد أسيرةٌ
يشتاق كل الحرف للأفنان

ستون عاماً و الدماء عزيزةٌ
تفنى المعارك تُبتني أوطان

و يقول من بعد الحكاية قائلٌ
لو أنهم صمتوا لحسن مقامهم و لزان

و تقول من بعد الحكاية أمهُم

لو أنهم ساقوا إلي نعوشهم
ماهم ، في العلياء سيقوا للجنان

هل تذكرني أيها المستحيل !

هل تذكرني أيها المستحيل ؟!
عندما أختبئ
أبحث
عن عناقيد الحياة
بين القبور
وفي ظلال الموت
هل تذكرني ،
حين أغازل الحب
الخبيء في العيون الشاحبات
الواصلات إلى الأسى

هلا ، تبتعد عني وحيدا !
و تركني إلى نفسي
أطير بالطفل الذي
يحبو على رجليه
أفرح بمماشاة أفراخ العصافير
على طرقات المدينة
أغني للسلام المكبوت
في قنبلةٍ
لم تنفجر بعد
و أسبق خبراً عاجلاً
إلى الشهداء
الذين موعدهم إلى الجنة
لم يجيء

لا تذكني أيها المستحيل !
انساني من ناموس المنطق
و العادة
أورثني نفسي
أحيا بها
أغني
أبكي
وأصرخ
بعيداً عنك أيها المستحيل

أيجئ يومٌ تنحني فيه الخطايا للورود ؟

طمأنينة العابرين على طريق الجنة
و سحر الخلود
فكرة النسيان
و الماضي
و حلم المارقين
كلٌ يُرادوني على غفلةٍ
من خافقي
فيدق ، في همس إليَ
على هدوء
يذكرني بالذي أنسى
فأذكر ما نسيت ،
و أنحني
أسأل ،
أيصير من كوم الرماد
عمائرٌ و بلاد ؟!
أيجيء يومٌ تنحني فيه
الخطايا للورود ؟!
و تدق أبواب الخلود !

حلمٌ في انتظار

ثمة هناك أغنيةٌ جميلة ،
تبكي و ترقص
فوق إكليل البنفسج
تنحني
تهمس في هدوء
تغني إلى وطني
ترانيم المساء الدافئة
فيا الخضراء ،
صاحبة الجلالة ،
غني لي ،
لا تنسِني من عذوبة سحر الماء
في وطني
و بعيداً عني ،،
لا تغيبي ،
اختبئي في وجه النهار ،
و تسامعي شعراً ،
و قُصي الحكاية ،
حكاية السوسن في ثنايا البر
أغنية الخلود ،
و ذكرى الغارقين
على ضفاف الماء
حلم العاشقين
الهاربين من النهار
و بقايا حلمٍ
في انتظار

يومٌ اخر ، ولا زالنا صرعي خلافاتكم !!!!!!

بدأنا هذا العام الدراسي ، كمثله نحاول أن نلملم أنفسنا و نستعد له ، كما يجب علينا ،
تحملنا رغبةٌ إلى مدارسنا التي ألفناها ، و معلمينا و زملائنا الذين أحببناهم و عايشناهم سنين ،
لكن ، جاءنا مخبرٌ يقول ،
أول اسبوع .. سيضيع سدى ..
” لا بأس ، لعله زيادةٌ في عطلتنا “
توقع الجميع أن يكون شيئا مؤقتا .. لمدة يوم على الأغلب ..
وأن الجميع سيعودون لبدء عملهم .. وأنه لا مجال لتسيس التعليم ..
الأيام تمضي و تعد علينا أياماً رتيبةً بلا دراسة و لا حتى هيكل مدرسي ،
نذهب كل يومً إلى المدرسة و نعود ، نعاود حيرتنا و خيبتنا ،
كلمات و مواقف تفصلنا عن العودة .. تكاد تغتالنا لنعاود أيامنا و دراستنا ..
يعلن العام الدراسي قبل موعده المعتاد .. ونبدأ بالدراسة ..
وخلافا لما عهدناه .. لا دراسة في أول يوم .. العام الجديد لا دراسة ولا مدرسين !!
كل شي خلافا للمعتاد .. أول يوم واستمر الاضراب خمسة أيام
وبين هذا وذاك .. ومسئول وآخر ..ومد وجزر .. وقرار وآخر ..
وعلى المتضرر اللجوء للكتاب والمدرس الخصوصي ..
وعلى الأهل التكفل بجميع التكاليف ..
فمن هنا ..
آن لنا بأن نكسر قيد الصمت .. وأن نعلن بأن من يتلاعبوا بمصيره هو نحن !!
فنحن ضحايا لاختلافاتهم .. لكي يرضى كل منهم ويعلن أنه قد سيطر على الطرف الآخر
ونحن نحن فقط .. من يجب عليهم اللجوء للقضاء !!
فليسمعوا جميعهم بأننا نرفض أن يصرعونا بصراعاتهم ،
بقدر يوازي أو يزيد عن رفضنا لصراعهم ،
نرفض أن نكون ورقة بيد أحدهم ليضغط على الآخر ..
فليحلوا نزاعاتهم جانبا .. وليتركونوا نصنع الوطن الذي لم يحسنوا العيش فيه ..
فلنحاول أن نعلن صوتنا ولننطلق من هنا ..

إذاً ،
ننشاد كل من يرى في نفسه مسؤولاً عنا ،
كل من يرى في نفسه الشرعية ،
الشرعية لا تستقى من الجدالات الدستورية و الأصوات المتضابة
إنما تستمد من خدمة الوطن و المواطن ،

نناشد كل من يرى في نفسه مسؤولاً شرعياً ،
أن ينقذنا من هذه المحرقة ،

نناشد كل من يخاف على مصلحة هذا الوطن ،
أن ينقذنا من هذه المحرقة ،

نناشدكم جميعاً ، أن تتعالوا عن هذه الخلافات ،

لأجلنا و لأجل هذا الوطن ،
فلا ينقص أحدكم أن يتراجع خطوةً للوراء في هذا الصراع ،

لأنه سيكون قد تقدم خطواتٍ كثيرة إلى الأمام في خدمة الشعب و الوطن ،
و نرجوا من كل الطلاب و المعلمين و أولياء الأمور ،
و من كل من يرجو الخير لهذا الوطن ،
أن يشاركنا بتعليقه ،
و يدعم المسيرة التعليمية بصوته ،

ننتظر توقيعكم بالأسماء و الآراء ،
ننتظر تعليقاتكم بالأسفل ،
يرجى وضع اسم المدرسة في خانة “الموقع”


و أنا أوقع و أرفض صراعهم جميعاً
و أرفض أن يطحنونا برحاهم ،

شادي محمد الشريف-مدرسة عرفات الثانوية للموهوبين

هل بدركنا احد ؟


نرمي أنفسنا على الرمال
و ننصت
و نصغي إلى الحصيات
يلاعبن الموج ،
و نستقي حباً
و نسمع في هدوءٍ
دبيب الماء على الرمل ،
نسأل ،
كيف يمد البحر
أصابعه إلى الرمل
و ينسى حكاية التكوين ،
كيف يطوي الموج و يرنو إلينا ،
نرمي أنفسنا على البحر
نسرق من خيوط الشمس أغنيةً
تنسج أفكارنا
في صورةٍ ذهبيةٍ
ملؤها الكلمات و الألوان ،
تبدو على وجه الرمال ،
و تحكيها وجوهنا الغافيات ،
نرقد ،
و تأتي الحوريات
ينظرن إلينا
و الشمس من صحن السماء
تجيء
و الحب يطوي البحر
و يجيء
و النمل يشتاق سليمان
فيجيء
نرقب كل شيء ،
لكن
هل يدركنا المغيب قبل المجي ؟

نقص الكلام الوردي
و نروي الحكايا ،
فنجد القوم ،
يتنصبون فوق النعش ،
و كأن المشكاة صارت
أخدوداً ،
يلتهم العابرين
على ظلال اللهيب
و صورة الأمس
تلمع في النيران ،
نرنو إليها ،
فلا نراها كما نحب ،
تسقط عيوننا
كالحصى ،
لم يعد لنا من الرؤيا
سوى ذكرى
و من الموت
سوى ترانيمَ
تميت الحي في أجوافنا ،

موتي لن نموت ،


لم أرتوي من الكلام
الغض في فكري
أو أستقي شعراً يغنيني ،،

هل أنزوي إلى نفسي
و أترك هامشاً للضوء !
ينير طلمةً تشعلها
الخوافقُ باردة
تنحني فوق المنايا
تشتكي ظلاً بعيداً نائياً
راكناً إلى الشمس
يحكي أغنية
هل أنا صاحب قوت الحياة
لأنني أحيا
أم لأني لا أموت ،
هل يبان الظل في الظلام !
ينحني ،
يسقط ،
يبحث
عن شمسٍ تسقيه روحه
قبيل المجيء
أنا ما أنا في حضرة الموت !
أشكو الحياة
و أستطيب الذكر
و أعلن للقبر حِلي
من النعش القديم
و كنت دوماً فوق عرشي
أغني أننا
جمعاً
موتى لم نموت ،

يا قاتلي


يا قاتلي ،
أنا لا تمتني عيشةٌ تحت الخراب
كالنار تلظى من تحت الرماد
أنا لا أهاب الموت ،
أنا لا أهاب الليل ،
لكنني حقاً أخاف الخوف ،
أنا لا أموت ،
يا قاتلي ،
احذر دماء الحر في حب التراب
تشعل الأيام و الذكرى
و تحرق قطعان الذئاب

يا قاتلي
كل البنادق ، و القنابل و العتاد ،
ستصير قطعاً من عذاب
ستصير أسواطاً تغني
فوق قطع من عذاب ،

يا قاتلي ،
عذراً ،
فكحل الليل طال ،
و الصبح حتماً أن يُعاد ،

ترانيم الحكاية ،


جميلةٌ أنتِ كالشمس ،
حلوةٌ كقطعة السكر ،
رقيقةٌ مثل الحكاية ،
و الأغنية ،
كالأرض ،
تهب الخير
خصبةٌ أنتِ مثلها ،
كنجمة في السماء ، تعانق العيون ،
كالبلاد ،
ما رأى نفسها غيرُها
كما تختبئ الحكاية
في صدر الكتاب ـ
أبعادُها
كلماتُها
أفكارُها ،
حروفها المنسكبة
على كل سطر ،
لغزُها المباح ،
أُنسها لكاتبها ،
ذاك الذي لم يحكِ الحكاية
لبقايا الصباح ،
هي الأغنية حين تذوب ،
تدق في همس الفلوب ،
أيتها المنسية من لحني
و أغنيتي ،
اذكريني حين ينساني الكلام ،
أعطيني قليلاً من عناق الروح ،
و لتظلي على نفس الطريق
كالخطوة الأولى
في كل المقاصد والدروب ،،

وطنٌ يُقسم ،


هنا ، وطنٌ يُقسم

سحب الدخان
تبتني سوراً في دمي ،
و النار تضحك
لم أمت في لظاها
لكنني ، أحتضر
تخنقني شياطينها السوداء
يخنقني الدخان
يخنقني الجدار
لم أعد أبكي على وطني

شكوي َ ،،

ارسم على حرف القصيدة
لاجئاً يشكو إلى رب الزمان

شكوى تقص حكايةًُ تبكي
و من شكى لغير الله يوماً هان

ستون عاماً و البلاد سليبةٌ
يشتاق كل الحرف للأفنان

ستون عاماً و الدماءُ عزيزةٌ
تفنى المعارك تبتني أوطان

قوموا اسمعوا في كل زاويةٍ
يدق المــــــــوت في الآذان

قوموا انظروا حريةً حمراء
تلظى في دم الإنســــــــــان

أيان أن تنسى البلاد وعودها
فإلى الموت دوماً ترتقي أشجان

أعطنا يا ماءُ حبك كله


أعطنا يا ماءُ حبك كله
لا تشتكس من أننا طينٌ
نصوب الجريان أين نشاء
ليست لنا سدود المدن
واقفةً
تعاند الوديان في استعلاء
و تعرك في حجارتها
دقيق الماء
تجري
و نوقف في حجارتنا
بقايا الحب و الأحلام
تدنو
و نعلو بالجسور
تدق في عنفٍ عماد
أعطنا يا ماءُ حبك كله
لا تشتكي من أننا قوم نحب
عناد ،

مساءٌ قصير ...


مساءٌ قصير،

عينان لامعتان ،
و حمامةٌ بيضاء ،
تغني الحمامة
تحت السماء
و فوق مرج الياسمين
على التلال الصاعدات
إلى العُلا
تأوي إلى نجم السما
تبسط بين كفيها أكلةً
و الورد في وجه العباد
مدورٌ
و كأنه قطع الجنان
موزعه
و لا زالت العينان
في وجه السماء
تناظر النجم البعيد مكانه
و كأنه حلم السنين الفانيات
أو عله أمل اللقا ،،
كالعين تقدح ناظراً بالنور
و النور يخجل من جراءتها
فيأوي إلى صدر السماء
خبيئُها
فكل ما في الأرض يشتاق السما ،،
و لكلٍ سماءٌ في القلوب خبيئةٌ ،

غربةٌ ليليهٌ ،


غربةٌ ليليةٌ
في الشارع الأول ،،
في دكاكين الزوايا ،
في عيون العابرين ،
في فكرة الماضي ،
تقاسيم الغدِ ،
و في المقهى القديم ،
غريبةٌ عني
عيون الباب ،
و في أشيب الفودين
ذاك النادل الطياب ،
غريبةٌ عني عيونٌ
ألوانٌ بها
و رماد
بعيدةٌ عني قبورٌ
تُبتنى بعماد ،
و فجأةً
عند انحسار الصمت
تشتكي كل العيون
الراعفات إلى الهوى
طلقات ،
لم يبق من صور العباد ،
سوى سحب الدخان
تبتني قمماً
على عمدٍ
على جثثٍ
لتفخر أنها عملاقة
بالموت
أغنيةُ السواد
و تنتهي
غربة المقهى القديم
و يبقى الشارع الأول
في غربةٍ ليليةٍ
يمضي إلى قبرٍ
بعيد
مع العتمة
و الريح
و صمت الطلقات

وجهٌ أقوُل ،


وجه حبيبتي قمرٌ يدور ،
في شعرها بذر الحقول ،
أوتاره شعرٌ
يغني تحت سنبلةٍ
علياء في وجهٍ أَفُول
ضحكاتها نغمٌ
على زهر حنون
ينافس رقصه
وقع الطبول
فبساط الأرض
لون نفسه
لوناً خجول
تارةً يضحك للأوراق
الراقصات على أفنانها
و تارةً يشكو إلى الباري
العيون ،،

من سواها ؟!


من تُراها تصنع الأيام
من قفف التراب ،،
من تُراها تنسل خيوط الشمس
من وجه النهار ،،
و تغزل من بقايا دفئه
بُرد الشتاء الأبيض الشفاف ،،
من تُراها تنشر الضحكات
على كل زاويةٍ و باب ،،
من تُراها تصنع التاريخ
في طفلٍ
تداعبه ، تطمئنه و تحرسه
و تجعل من أكلته سرابيلاً
تلوذ على حد البلاد ،،
و تنسج من دموع العين
ماء القلب ،
حتى أحب القلب
حتى فاء ،
أيصلح تاريخ أمتنا بلا أمٍ
تكفكف دمعنا عند البكاء ،
و تبني في حنايا الصدر
عزاً و مملكةً
لكل الماسكين على أيامهم
وطناً و سنبلةً تلوذ إلى البلاد ،
لا يصلح التاريخ ،
دون العازمين
على احتضار الموت
في همم العباد
لا يصلح التاريخ ،
دون روايةٍ
يحكيها البنفسج في رِواء ،
فالوطن أرضٌ
و النبات شبيبةٌ
و الأم ماء ،،

حكايةٌ تبكي ،،


عندما سرنا إلى الموت

نقص حكايةً
تبكي الحقول التائهة
تبني على الليمون
زهراً أبيضاً
و كأنه وجه بنايةٍ
تعلو بنا أحجارها
أم أنه رسم القمر
يأوي إلينا من علٍ
يسأل خجل اللون
في الليمونة العالقة ،
إلى الموت سرنا
دونها و هي التي
وجهٌ لنا ،،
تبكي عصارة روحها
من أنها
سرقت أوقاتنا
تبقى و لا نبقى
سوى ذكرى
فتشكونا سلال الحاصدين
عشية الموت ،،

غزل البـنـات



كما أرى في الصبح
وجوهاً ملونةً
تتسع لها صور
ترسم أبيضاً
أو أخصراً
تحكي القصص
ترنو إلى عسجد المشس
البعيد
تشكو المطر
و تعانق ماءه بالحب
فتاةٌ تعلق شعرها
بين السحاب
من عذوبة سحرها
تحسبه غزل البنات
تيحث عن حلاوته ،
فإذا به مطرٌ يسيل و ينهمر
و عن غزل البنات
جميلةٌ تحكي ،
نراود بعضنا
مع دوران تلك الصانعة ،
جميلةٌ قطع السكر
مدورةٌ تذوب
في فنجان قهوةٍ عند الصباح
لكنها أجمل ،
عندما تدور و تفتحر
بأنها تسمو إلى غزل البنات
و في السحاب لازالت معلقةً
تناجي الشمس
حين الشمس
و تشكو للقمر
لكنها عند المطر
تسامت أن تغادر نفسها
من عسجدٍ باعد بالفخر ،
و أبيضٍ ماجد بالحب ॥
فلازالت
تحت السماء
تدور مع غزل البنات ،،

القمر "


كانت تتمايل في مشيتها

شمسٌ غاربة
تحيي الحقول النائمة
قبيل المغيب
طلع القمر في خفرٍ
يشرق للدنيا بأنوارٍ فاتنة
شحوب وجهه ،
كطفلٍ صغير ،
عايش الدنيا سنين ॥
في خجلٍ يطل على النائمين
و يختبئ عند النهار
فلا ينل منه
سوى عشاق السهر
حيث الليل هدئ
يقظ للكلام
لتجتمع الصور
في صدر القمر
و تهرب من خابيته
إلى ناظري
صورتان ورديتان ،،
كلٌ ترمي على الأخرى
حديثَ القمر
طفلةٌ هربت من نومها تحاكيه على شباكها
و شبيبةٌ في فراشها تناجيه عند السحر
و لازال الكلام
يرميه العباد في صدر القمر ..

أثر البلاد علي فنن ،،

هي الزهرة الأولى ، فلسطين ،
و هي الغصون الباعدات إلى السماء
تصورت بدم السنين أفنانُها،،
تراود الأيام عن أيامها ،
يحكي الربيع بحسنها شعراً
و تروي أغصانه قصص العاشقين ،،

غصنٌ ربيعيٌ

يحاكي ورقه ، عند اشتعال الشمس ॥
زيتونةٌ أخرى ،
تجاوره و تضحك ،
و ترمي على الأرض
رزقاً للعباد العابرين بظلها
برتقالةٌ في صدر غزة
تنتشي عزاً
احمرت ثمراتها خجلاً
من حكايا النائمين بأرضها ،،
و بين صفحات الرواية ،
قصةٌ تُحكى اختلاساً ،،
يعيداً عن فكر صاحبها ،
كروم العنب
فوق الجبال الشامخات
ووسط تاريخ البلاد
تناطق شجرةً
تتسلق الجدران
تظل النائمين
على وجه أسطوح
في صدر النهار
و دوماً
حيث الشجر
طفل صغير ، يشكو طوله
عله يطال الزهرة الأولى
من وجه القمر ،،

الي السيف والقلم،،

لكم في السيف و القلم تأويل ،
و لي في طيب الذكر عتابٌ و تذنيبُ ॥

نقشت فوق ثراكِ السيف و القلما
خلت الوجه بين الشمس و القمرا

تراءت ايامها في حسنها مطرا
تمايلت أناتها حتى الجوى فتكا

يا طيب الذكر أغنية المسا عطراً
و تحت الشمس حين الوعد ما صدقا

أليس للأفنان من أشجارها ثمرٌ
أم أن زارعها من الثمر ما أكلا

أم أن للسيف في قلمه عبدٌ ؟!!
حين اشتداد الحرب ما عركا

فيا قلماً ما كان مداده دمه
حين تلظى النار ما نطقا

و يا سيفاً ما كان خليله قلمٌ
حين تهدا النار ما هدءا ॥