وحيدان ...

تصد فكر القصيدة عن معانيها و تهرب ،
و ترقب أفكارها بعيداً عن أحلام العذارى ،،
تلك هي المرأة الحورية البعيدة عن مكامن الحياة ،،
تهرب من الأفكار كما يهرب سائحٌ متجول في البراري
من كهوف الذئاب ،،
لكن دوماً تجبرها القصيدة على الغناء بليلِها ،
دون صوت الحالمين ،،
في صورة الذئب ترادوها الأماني ،،
فتنحني إلى ذاتها ،،
كأنها تسقط من علٍ ،،
تحنو إلى قلبها ،، فيخبرها ما هو ،،
و برغم البعد المتوطن بينهما ،
لازال القلب يغنيها ،
و لازالت ترقبه من بعيد ،
ففقي نفس المكان ،، لازالا وحيدين ॥
و بنفس الوجوه ،، لازالا غريبين ॥

طمأنينةٌ

على غير ما انا
أشعر بطمأنينةٍ واثقةٍ خطاها ، تشد بي إلى راحةٍ و ثقةٍ تودي إلى ذكراها ،
ربما لا أعلم أسباباً حقيقيةً لها ، إنما ، أعلم أنني مطمئنٌ لكل شيءٍ أتى و سيأتـي ،

وداعاً للرومنــسيـة




هذه الليلة ،
الآن ،
أقول ، وداعاً لرومانسية الرصاص ،
أودع العزف المزدوج ، ثنائية جميلة من الموت المنفرد ،
و أستقبل هاوياً فظاً ، ثقيل الصوت ،
الآن ،
مناطق كاملة من غزة يمحوها ذلك العتي ،
طلقات الرصاص استبدلت بزخات الصورايخ ،
المذيع يتحدث ، و يسقط ،
المراسل يركض
و في كل لحظة ، أتوقع أن ينال نصيبه من الحب المخبوء في القنابل
البيت يهتز ،
و أنا مسجى على سريري ،
كالمسجى على نعشه ،
أكتب الآن و أسمع دوي انفجار
ها هو آخر ،
سأسميها "ليلةٌ حربية حائرٌ سبيلها"
فلا أدري نهايتها ،
ألأحد القبور المتلاصقة ؟
إم إلى زوايا غزة بعد خرابها ؟!
فربما تكون هذه تدويتني الأخيرة
إن خطبني حبُ أحد الطائرات
و أزجت إلي شوقها مدفوعاً بصاروخٍ لا يحتمل الانتظار ،
فيا أصدقاء شبيبتي ،
إن توحدت مع النار و التراب ،
اذكروني بالخير ،
و اجعلو لي غفراناً ينجيني ،

ســاسة البلاد ،،،،،،،،

أما ساسة البلاد فحسبهم ، ليلاً
بيع البلاد و في النهار شراؤها

قتلوا البلاد بفسقهم و فجورهم
فغدت خرابة ، استحل فناؤهــا

يبغون فيها ما لا يبغي أهلهــــا
قتلاً و نحراً و الأيام رثاؤهـــا

يشدون في حب البلاد قصـائداً
و الكلم أصفر ما له إغراؤها

خربت عقولهم ، فظنوا أنهــــا
جيفة ماتت و مالهم بشقائهــــا

ظنوها مملكةً تنازعهم زخارفها
فانزوت تبكي تعد غطاءهـــــــــا

هذا و قد قتل الحبيب حبيبـــــــــــــــه
و الناس موتى يسمعون احتضارها

"الله أكبر" قالها فاستحل دمـاءه
و خير من قتل النفوس نماؤها

"يا ابن ناقصة"كذلك فاستحل دماءه
و جلت مدية تلطخت بدمائهــــــــــا

لا تحسبو بالقتل بنيتم مجدكم
فأنتم الأموات و أنتم قتلاؤهــــا

هذي البلاد و هذي أرضهـــــــــا
قد أعزت يوماً من استحق قيادها

يوماً ، لن تنالو عطاءها
فلأهلها ورد و لمثلكم أشواكها

يا سادتي ، أسفي على دنيا
تنازعنا أرضنا أهواؤها

فإلى الوغى أجدر بكم فتسربلوا
دون الوغى ليست لكم قسماتها