مدينة الأموات

أرى الظفر في حب الرمال ،
إني أرى ،
جدائل الريح ،
تمضي إلى القمر البعيد
أرى الحكاية
في وجه النهار ،
تخف إلى السماء ،
تغني للمطر ،
أنام
أحكي ،
لألوان المنام ،
تبعثر المعمر ،
المخبئ في ثنايا
ذلك الموت القصير
كنت أحلم ،
أمام مرآتي ،
الصنيعة كذبةً ،
أبديةً ،
في صدري المكنون ،
أحس بخفة
العمر الطويل ،
أسأل ،
عن جمامةٍ بيضاء ،
يوماً ،
أشدت علي طفولتي ،
في مهدي الملحود
لا شيء يرجعني إلى
ذات الحياة ،
فهنا اللاحياة ،
و لا ممات ،
و لا زمان ،
و لا عوطف ،
لا وجود ،
و لا عدم ،
و كأنني قد صرت غيري
باحثاً ،
في مدينته عن الأحياء ،

وجوهً كا البلاد



وجوهٌ كالبلاد ،
كالطرائق و العمائر و العباد ،

ترسم العينين خطو صغارها ،
تنساق للأفق البعيد ،
أنا ها هنا ،
هيا بنا نمضي
هيا بنا ننسى حجارتنا
رمال الغور في مثوى الجبل
هيا بنا نمضي
إلى غدنا ،
هيا بنا ننسى
أسرتنا
أكلتنا
أغانينا القديمة ،
لم يبق في ايامنا روحٌ
تشدنا إلى حيث الحياة
لم تنتهي كلماتنا
لكنها تخشى المرايا
تنطوي عن كل الحقيقة
حين ندركها ،
هيا بنا نرحل
و نترك القدس
أولى القبلتين
تعرك الأمواج في أسوارها
و عيونها ترنو
نحو بطل في السماء
و عيونها تبكي
في يوم عيد
من يكسو أهلتها عيون
الناظرين بفرحةٍ تبكي
و من يعيد الذاكرين
حول محراب يصلي
من ينقذ القمر البعيد
و عيون العابرين
ترقبنا و تحكي
اليوم يوم هزيمةٌ
و غداً أعود ،،