عشيقتي الاولي ،،

منذ أن نمت مداركي و اتسعت آفاقي ..
أدرك قلبي عشيقتين .. نسيت لأيهما كنت أحبو ..
عشيقة من حوار الطفل مع أمه ،،
بلغة فضية النبر ، طيعة المفردات ..
و عشيقة أخرى من حواري مع طين الأرض ،،،
مع موج البحر الذي ما فتئ منذ الأزل يغسل قدمي حبيبتي المتكبرة <فلسطين>
فإلى عشيقتي الأولى ..
إليكي أمي ..
يا كرمل الروح ..
يا وردةً تحيا بنا ماءً .. و يا نحن يا ماء معطر بشذاها ..
إليكي دون غيركي ..
صباح الخير يا قديستي الحلوة ..
صباح الخير يا أمي ..
مضت أعوام يا أمي
على الولد الذي أبحر برحلته الخرافية
و خبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر ..
و أنجمها و أنهرها و كل شقيقها الأحمر ..
أنا وحدي ..
عرفت عواطف الأسمنت و الخشب
طفت الشرق .. طفت الغرب ..
و لم أعثر على امرأة تمشط شعري الأسمر ...
و تحمل في حقيبتها .. إلي عرائس السكر ...
وتكسوني إذا أعرى و تنشلني إذا أعثر ..
أيا أمي .. أنا الولد الذي أبحر ..
و لازالت بخاطره تعيش عروسة السكر ..
فكيف .. غدوت شاباً و لم أكبر ؟!!
صباح الخير يا أمي ..
صباح الخير .. ما أخبارها الفلة ؟
بها أوصيكي يا أماه ..
تلك الطفلة الطفلة ..
فقد كانت أحب حبيبة لأبي ..
يدللها كطفلته ، و يدعوها إلى فنجان قهوته
و يسقيها ،، و يطعمها ،، و يغمرها برحمته ..
سلامات ..
إلى بيت سقانا الحب و الرحمة ..
إلى أزهارك البيضاء ..
إلى تختي ،، إلى كتبي ،،
إلى أطفال حارتنا ..
و حيطان ملأناها .. بفوضى من كتابتنا ..
إلى قطط كسولات تنام على مشارفنا ...
و ليلكة معرشة .. على شباك جارتنا ..
أتى آذار يا أمي .. و جاء يوم ميلادي ..
يحمل لي هداياه ..
و يترك عند نافذتي .. مدامعه و شكواه ..
فأين طفولتي فيه ؟!!
أمي .. أيا شعراً على حدقات أعيننا كتبناه ..
و ياطفلاًَ جميلاً .. على ضفائرنا صلبناه ..
جثونا عند ركبته .. و ذبنا في محبته ..
إلى أن في محبتنا .. قتلناه ..