غزة ॥ أنشودة جبلت على حب الحياة
و برتقال أحمر صخب ،،
بجلسات الحكايا فوق أسطوح ،،
للشمس يضحك دونما ملل
و قمر يضحك للبلاد ،،
و للمتسامرين على نفس أسطوح
يراوح دوره ،، بين عشق خيوط عسجدية في الشمس
و قسمات قمر مشحب بهواها ॥
غزة ॥
فتاة بالبحر ترقص فرحةً ،،
تغني للبلاد و مائها ،،
عصفور يغرد ॥
يغازل الأرض و أهلها ،،
منذ أزل العاشقين لتربها
بيت قديم ،، هدمت أحجاره
شقائق النعمان ॥
تحفظ أسماء شهداء ما نسيناهم ،، و ما غابوا
ترنيمة الحياة ॥
يترنم بها أهل المقاومة العزيزة ،،عندما حق القتال
ألوان مربعة ॥
عشب الأرض ينشد أهلها عزاً ...و غزة على الغزاة عصيةً ...
دم الشهيد يرسم بالقنا أيامها ...
سواد محتل ... ذاقها مرةً ،، و يذيقها حلو الشهادة ،، و نشوة الأحياء
قلب أم أبيض من حب و هبه الرحمن
غزة॥
تهوى الحياة لأجلها ،،
تنسى المرار بحبها ،،
عشق العباد لبحرها ،،
في غزة ॥
أحيا دونما غزيتي ،،
لكن جبلت بتربها ،،
أهوى إن غبت أيامها ،،
و أشتاق إليها منذ غيابها ॥
غابت ،، حين انقض حامينا على الأعراس و الذكرى ،،
غابت ،، حين خنا تربها
و سممنا برتقالاً أحمر ،، كان يصخب بالحياة ،،
حين مزقنا ضفائرها
و أعلنا حلنا منها غابت ،،
عندما مزقوا منديلنا الأبيض
غابت ॥
عندما سقطت أغانينا
ذبلت أمانينا ،،
كسرت مرايانا ،،
فأذكر مرة أنا ،، كنا نراوح سيرناوقت ربيعها ...
فكانت غزتي كصبية حسناء
تجفف جسدها
على حفة الوادي القديم
فقادتني إلى الوادي
غريزة العصفور إلى وكره الدافئ
فتولد بيننا عشق في العيون
يراودنا المساء ،، و نحن سوية ً
سرنا و غنينا و ما ضاقت بنا الكلمات ،،
سرنا إلى بيتي
سرنا إلى أمي
إلى جدي
إلى أختي الصغيرة
سرنا
إلى كل المعالم
حين نذكرها
حين نعشقها و نذكرها
نباشر غزة حباً ॥
وعشق تجدد عندما سرنا و غنينا معاً
فقلت لغزتي دوري ،،
وراء الباب و السور ،،
فلي وعد مع الكلمات و النور ،،
فمالت علي بوجهها ،،
و الأيام ترسم بين قسمات القمر ،،
فرأيت فيها يوم ميلادي ،،
يحمل لي هداياه ،،
و يترك عند نافذتي مدامعه و شكواه ،،
و في العيون الغزية ،، كانت أغانينا
أغاني العصافير الصغيرة عندما كنا نغينها ،،
و قسمات الجدائل في مرايانا
و ضحكات الصبايا في شذايانا
و قسمات القمر ،،
فإذا بنا نرواح بيتاً قديماً تائهاً ...
بين عصر في شبابه قد زهي
و اليوم تائه في شيبه ،،
تربت بيننا علاقة أزلية
فتقول لي ॥
أين الطريق و أيننا ؟
فإذا بنا نلفي حراسنا
يلبسون ثيابهم سوداً
فيسألوني بنفسي تعريفاً
و برفيقتي !!
لا يعرفوها ॥ و هي التي من بطنها خرجوا
و أهلها هم أهلهم ॥
فبكت رقراقة الدمع ॥
فأبحث عن مناديلي
ضاعت مناديلي ॥
لقد سرقها ذوك اللصوص ॥
منديل ॥ كان يوماً مدمعي
و اليوم ما لغزة مدمعاً ॥
و نسير إثنين ॥
لكنني ॥
أقسم من رموش العين سوف أخبط منديلاً
أرسم فوقه شعراً لعينيكي
غزة ॥ أيا شعراً على حدقات أعيننا كتبناه ..
و ياطفلاًَ جميلاً ..
على ضفائرنا صلبناه ..
جثونا عند ركبته ..
و ذبنا في محبته ..
إلى أن في محبتنا .. قتلناه ..