عذراً من الموت المقسم في ظلال الياسمين
في زوايا بيتنا الرامي
إلى أفنان سنبلةٍ
و ذكرى ،
في الأبيض المعشوق
تحت عرائش العنب
المعشق في ظلال سحابةٍ
خلُصت إلى ماءٍ يغني
للعباد ،
و للحمائم ،
للطيور
على حبال الشمس تنشر ريشها ،
و كأنها بدمع الشوق
مبتلة ،
فيا طيرُ ،
دونك قدسنا فامرر بها
و ابعث لها من صورة الخلان
أطيافا
و اجمع لها في وجه نرجسةٍ
صلاة الياسمين
ففي الآذان أشواقاً
اجعل لها من صحن الشمس أغنية
فيا حُسن الأغاني حين تلقاهـا
و إلى تلك الصغيرة قرب مئذنتي
بلغ سلامي
وقُبلةً في القلب مأواها
و أمي في تلك الديار عزيزةٌ
على البغي تبغي فيم أشقاها
فإلى كل المعالم في أرض مقدسنا
عذراً،
فإن البغي أتعبكم و أضناها
***
فالقلب سقِمٌ
إذ
قسمات وجهها
لم تعد تأوي
إلى تلك الديار
و الياسمينة ترقب ،
الُحسن البعيد عن الدمار
و ماء النهر
تعكر منذ نكبتها و غار
و أحمد العربي
يصرخ
إني في حصار !
و الخيل ضاع صهيلُه
بين الحصار
و بين
كلمات انتصار
الورد مُزقت
ورقاته إثر انهيار
و لا زال أهل الدار
يجرون الكلام عن انفجار
و لا زال أهل الدار
يجرون الكلام عن انتصار
و لازلت أبحث
في كتب التاريخ وطناً مستعار
و الناس حيث الدار
عطفاً على أسلافهم ..
كلٌ في احتضار ،
***
فالموت أغنية
صيغت لهم
وهذا كتاب الموت من أنقاضها
إني أنا الباكي على الأوطانِِ ِ
ما بين ثانية و دورة ساعةٍ
شهداءُ ، تقتاد الحياةَ يدانِ ِ
هذا الدم المصبوب يجري باكياً
ما بقي غير الموت من جريانِ ِ
و الظلم باقٍ لست أخشى سطوه
سيذوق ما في الناس من غليانِ ِ
أنا لست أدري هل سأبقى باكياً
أو ضقت في قلبي عن الخفقانِ ِ
دمع البيوت هناك في أحجارها
تنساق تسأل أهلها عن جاني
و قروح أمطار السماء بصدرها
تشكو إلى الباري خطى شيطانِ ِ
أنا لم أكن إلا شكاية لاجئِ
في ملجأٍ ، يعمرُ أفقُه بدخانِ ِ
فارسم على حرف القصيدة
لاجئاً يشكو إلى رب الزمان
شكوى ، تقص حكايةً تبكي
على صفحاتها أخبارها و بيان
أطفال المخيم من أثوابهم رقعٌ
تدب الرعب في الأرجاء
حُسن ختام
و تجعل من بقايا الموت أغنيةً
تراقص من ألحانها الألحان
ستون عاماً و البلاد أسيرةٌ
يشتاق كل الحرفِ للأفنان
ستون عاماً و الدماء عزيزةٌ
تفنى الممالك تُبتني أوطان
و يقول من بعد الحكاية
قائلٌ
لو أنهم صمتوا
لحسن مقامهم و لزان
و تقول من بعد الحكاية أمُهُم
لو أنهم ساقوا إلي نعوشهم
ماهمَ ،
في العلياء سيقوا للجنان !