كان صديقي .. كعهده منذ التقينا .. ساهماً
الغيم في عيونه .. و النار في شفاهه .. تقول لي ملاحماً
و لم يزل في ليله يقرأ شعراً حالماً ..
يسألني هديةً .. و بيت شعر ناعماً ..
لكن في يوم ॥ قد رحل القمر ॥
واريته الثرى .. لكني نسيت يدي و أيامي بين التراب ..
ألحدت الذكريات و السنين معه.. في ذلك المسكن الغريب ..
ثم عاد المشيعون ، و بقيت مع حفار القبور ..
منتصباً بجانب القبر الجديد ..
و في يدي ذكرى ,, و على لساني حرف ..
أضاع الكلمات دون المراثي ..
كان قمراً في سمائي و رحل
كان زهراً ، بل ربيعاً مكتمل
بل سراجاً نائراً دربي الطويل
كان لي طعم الحياة و الأمل
قد أخدته يا بحر منا
قد عشقته يا بحر فقل
حقك أن تعشق بلال فإن
كل من يهوى بلالاً قد عقل
بين لحظة العيش و مر الافتراق
قد فقدناه و دمعي لا يمل
و فؤادي شقه حزن مخيف
عالمي صار ظلاماً منسدل
يا طيب الأخلاق يا حلو الخصال
يا صاحبي أنت معي طول الأجل
كنا صغاراً ، كنا نحلم بغد أكبر
و نمرح دونما نعرف الكلل
هكذا الدنيا ،، و هذا حالها
كلنا ماض و كل في عجل
و تبقى بيننا الذكرى تقول
إن بلالاً .. كان بدراً مكتمل ..